رحم الله من أخمدها
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

لم يكتفوا بما يحدث من إهانات لأبناء الجنوب المحتل، ولم تهديهم إلى سبيل الرشد تلك الأعمال الإجرامية التي تُرتكب في تعز على يد إخوانهم في العمالة والارتزاق، وأرادوا أن يرتكبوا في عبيسة كشر بمحافظة حجة ما يرتكبه يومياً العرادة في مأرب.
هم قلة قليلة ممن يسمون أنفسهم "مشايخ"، وتاريخهم الأسود يشهد ويكاد يقسم بالله إنهم بعيدون كل البعد عن المشيخة والقبيلة اليمنية الأصيلة، فموقف الأحرار والشرفاء من القبيلة نفسها كان نقيضاً واختار صف الوطن والحفاظ على الأرض والعرض. ولا يخفى على أحد أن قوى العدوان والطاغوت وفرت لمرتزقتها كل ما يحتاجونه من عتاد وسلاح عبر طائرات النقل العسكري، وسخرت لهم أبواقها الكاذبة التي تنفث كل أشكال الخبث والضلال، ساعين بذلك إلى تنفيذ مخططٍ إجراميٍ فتنويٍ خبيث وضعته لهم الوساوس الأمريكية الخليجية الشيطانية. ولم يكن في حسبانهم أن بواسل الجيش والأمن واللجان الشعبية هم الأفضل في مجال إخماد الفتن والتنكيل بأعداء الله والوطن، واسألوا ديسمبر عن ذلك!
أنا لا ألوم قوى العدوان على حقدها ومحاولاتها زرع الفتن دون كللٍ أو ملل، فهي أصلاً معتدية وهذا عدوان صريح ومعلن منذ أول يوم. ولكن الملامة حتماً هي على أولئك الأغبياء الذين يرتمون في أحضانها دون أن يأخذوا العبرة ممن سبقهم إلى جهنم من الفتنويين. ألم يكن مخطط حجور توأماً لمخطط ديسمبر الخبيث؟! المسار ذاته، والنهج ذاته والأهداف ذاتها، ولكن بهيئة متطورة قليلة عن سابقتها.
إذاً لماذا لم تعتبروا يا مشايخ الغباء والارتزاق؟!
لماذا أقحمتم أنفسكم في معركة تعلمون نتيجتها الكارثية عليكم؟!
من الذي أوهمكم بأن مجاهدينا قد غادروا هذه الأرض وتركوها لكم؟!
عليكم أن تستوعبوا أن هناك ثوابت وأصولاً لا يمكن أن تتغير أو يزعزعها الزمن، أحدها وأهمها أنكم أغبى عملاء عرفهم التاريخ. أما الثاني فهو أن بواسل الجيش واللجان هم أصحاب بُنيةٍ إيمانيةٍ صلبة منذ أن عرفناهم، فكيف تقاتلونهم وأنتم مبنيون على الخيانة والارتزاق؟!
أقدام المجاهدين ثابتة، وأنّى لأقدامكم المرتجفة المهتزة كنفوسكم أن تقف أمامهم؟!
ومن الثوابت أيضاً طيبةُ قيادتنا الحكيمة، التي عفت في السابق وصفحت عن المشاركين في فتنة ديسمبر، واليوم تدعو من تبقى من العناصر التخريبية في حجور إلى تسليم أنفسهم وسيتم معاملتهم كمغرر بهم، رغم أنها تعلم علم اليقين أنه بعد حفلة وارسو الفاضحة لم يعد هناك مغرر بهم، وإنما نفوس شيطانية خائنة.
سأكتفي بهذا القدر، ولكن المجاهد اليمني لن يكتفي، سيضرب ويضرب ويضرب... وسيستمر في إعطائكم دروساً لا تستوعبها عقولكم التي هيمن عليها أبو رغال. صدقوني هناك رجال تتحرق قلوبهم شوقاً وصبابةً لإرسال أعداء الله إلى جحيمه.
وما دامت بندقية الجهاد تتنفس، فأنتم من القش أضعف.

أترك تعليقاً

التعليقات