الضالع بوابة الجنوب
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا -

عندما ظهرت الجبهة القومية للتحرير وجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل في ستينيات القرن الماضي، كان دعم الجبهة القومية للتحرير يأتي من ردفان ويافع والضالع، حيث لعبت جبهة الضالع دوراً مهماً في مواجهة الاستعمار البريطاني، كما قدم أبناء الضالع الكثير من المواقف النضالية خلال مرحلة الكفاح المسلح ودفاعاً عن الثورة السبتمبرية المجيدة.
تواصلت الأدوار النضالية لأبناء الضالع خلال الوحدة اليمنية وقدمت في سبيل ذلك خيرة شبابها ورجالها، وقاومت ورفضت ما جاء بعد حرب صيف 1994م، من ظلم وإقصاء وتهميش، واستمرت في درب النضال حتى جاء الحراك الجنوبي السلمي في العام 2009 وكان شبابها في الصفوف الأولى، حتى جاءت ثورة 11 فبراير 2011 وخرج أبناء الضالع باحثين عن الخلاص من النظام الذي حرمهم أبسط حقوقهم، وعندما استولى الإخوان وأتباع الرياض على ثورة الشعب واصل أبناء الضالع كفاحهم وتوحدت مواقفهم مع مواقف الأحرار في صنعاء وتعز وصعدة، وقاطعوا مسرحية انتخابات "هادي" الهزلية، بل أحرقوا الصناديق وطردوا لجان الانتخابات وأعلنوا العصيان المدني.
لأن الضالع هي بوابة الجنوب التاريخية ومنبع الثوار وقلعة الأحرار، حرص تحالف العدوان على أن يجعلها في قائمة أولوياته عندما بدأ باحتلال واستباحة محافظات الجنوب، وأعلن مرتزقته عبر أبواقهم الإعلامية سيطرتهم الكاملة على المحافظة بعد خمسة أشهر من انطلاق عمليات "عاصفة الحزم"، وأول من تجرع من كأس التحالف هم المرتزقة من أبناء الضالع، 
الذين استخدمهم كدروع بشرية في نجران وعسير وجيزان، ووقود لمعاركه الفاشلة في المخا وباب المندب ومعسكر خالد والدريهمي والساحل الغربي، ليقتل منهم المئات، قبل أن ينسحب الكثير منهم من الجبهات ويعودوا إلى مناطقهم لتطهيرها من رجس العدوان.
على الرغم من إعلان التحالف سيطرته على محافظة الضالع بالكامل إلا أن الكثير من أبنائها لم يخضعوا للتحالف ومرتزقته واستمرت مقاومتهم على مدى الأربع السنوات الماضية وحرروا العديد من المناطق والمديريات، متعاونين في ذلك مع الجيش واللجان الشعبية وصولاً إلى العملية النوعية التي تمكنوا خلالها من تحرير وتأمين مائة موقع عسكري كان يتمركز فيها مرتزقة العدوان.
تهاوت المواقع وتساقطت تباعاً والمرتزقة يستغيثون بطيران العدوان الذي كان مشغولاً بقتل المزيد من الأطفال والنساء ولم يستجب لهم، ونتيجة لعدم وجود تدخل مباشر للطيران لم يستطع المرتزِقة أن يصمدوا طويلاً وكان الهروب سبيلهم الوحيد للنجاة، فقد سقط أكثرُ من مائتين وخمسين قتيلاً وجريحاً من المرتزِقة بنيران الجيش واللجان الشعبية في أقل من أسبوع.
لولا التحرك الواسع لشرفاء وأحرار الضالع لما تحققت هذه البطولات ولا تمت هذه الإنجازات، فأبناء المناطق التي دارت فيها المواجهات كانوا في مقدمة الصفوف جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش واللجان الشعبية لتطهير مناطقهم.
بعد هذه العملية لن يتوقف الزحف الشعبي والعسكري في جبل ناصة أو دمت ومريس وبيت اليزيدي، فالضالع هي بوابة الجنوب، وأبناؤها في طليعة المدافعين عن الوطن في وجه العدوان، ولن يهدأ لليمنيين بال قبل تحرير كل شبر من أراضي اليمن يدنسه الغزاة والمحتلون.

أترك تعليقاً

التعليقات