الحلول يصنعها الأقوياء
 

طاهر علوان

لا حل سياسي بدون نصر عسكري على أرض الواقع، الحلول العادلة يصنعها الأقوياء الشرفاء، ومتطلبات الحلول السلمية والسياسية هي بذاتها متطلبات الحلول العسكرية، وقد تفرض مجموعة من الظروف والملابسات الدولية والعربية والداخلية، في وقت ما، أن يسود أسلوب معين، وقد تفرض في وقت آخر أن يسود أسلوب مختلف، وقد تفرض في وقت ثالث مزيجاً من أسلوبين، وفي جميع الأحوال من أجل نصر لا بديل عنه.  
العدوان الهمجي المفاجئ والحرب القذرة على اليمن، والقصف المتواصل ليل نهار، وعلى الجميع دون استثناء لمنشآت مدنية وأحياء سكنية وحتى معسكرات، بدون ضوابط قانونية أو أخلاقية، عدوان همجي ضمن مخطط ومشروع أكبر من أن تحاول مملكة الشر إخفاءه، والمتمثل في تقسيم المنطقة واليمن إلى جزر متباعدة وحدود مصطنعة. 
حروب العالم تبدأ بمفاوضات وخيارات سياسية، ووساطات أممية، وتدخل دول محايدة لإيجاد حلول سياسية، إلا اعتداء الأسرة السعودية الباغية والشاذة في جميع مناحي الحياة، عكست المعادلة، وبدأت بالعدوان والقتل والتخريب وتدمير كل ما هو إنساني وحضاري. 
مملكة الشر التي تمتلك مقومات القوة بعناصرها المختلفة الاقتصادية والعسكرية، مع توظيف القوة السياسية والموقع المتمكن في الأمم المتحدة والعالم الرخو وشراء الضمائر والقيم بأموال النفط لشرعنة الاعتداء بتحالفات أممية فرضت بالابتزاز والتهديد السعودي بتحريك العامل الاقتصادي على عدد واسع من الدول العربية وغير العربية، والتي هي بالأساس موالية للسياسة الأمريكية وتحت أنيابها، أهداف مملكة الشر وأحلامها في احتواء اليمن من جديد تحت نهج سياسة الهيمنة والإلحاق والضم القسري والخضوع وتسويق الأوهام الإعلامية التي لم تجد من يقتنع بها، محاولاتها المتكررة في كل جبهات ومحاور القتال فشلت، وهي في ذروة جبروتها، وأصبحت عاجزة عن تحقيق أي تقدم أو نصر، وأدركها الضعف في ذروة قوتها، وحلت بها اللعنة والكارثة، والهزيمة أصابت كبرياءها وهيبتها في الصميم، وتحولت إلى حيوان جريح ضارٍ يتحرك في كل الاتجاهات يخبط خبط عشواء، يستفزه كل ما هو إنساني وحضاري، وتأكد للعالم الرخو أن العدوان على اليمن ليس من مظاهر القوة بقدر ما هو مؤشر ضعف وانحطاط أخلاقي وخطوات واسعة نحو انهيار نظام متخلف رجعي متأصل في رجعيته وعفونته.
السعودية تقدم نفسها للإمبريالية الأمريكية بأنها القوة الأساسية التي لا تقهر، والداعم للإرهاب والقتل والتخريب، وأداة طيعة في تمويل الإرهاب وكل مشاريع البترودولار وتقسيم الوطن العربي والعالم وفق مقاييس الاحتكارات الإمبريالية العالمية، وتأديب الشعوب المارقة والخارجة عن (بيت الطاعة) وإعادتها إلى الحظيرة الأمريكية.
السعودية تابعة وأداة للمشروع الأمريكي - الإسرائيلي، وليس لديها مشروع نهضوي وطني وقومي، مشروعها الاعتداءات والتخريب، والحروب بالنسبة لها نظام حياة، وعندما تصبح الحروب والدمار نظام حياة لا يمكن أن نتوقع غير الهمجية والوحشية والقسوة والظلم وسيادة الكراهية بين الشعوب، وتوظيف كل ما هو شريف ومقدس لخدمة نظام القهر والانحطاط والجبروت.
سقطت كل خيارات العنف والقتل والتدمير، وبدأت مملكة الشر تبحث عن حلول سياسية، وبدأت بتحريك أسطولها السياسي المفاوض بقيادة المبعوث الأممي العميل والمرتزق ولد الشيخ، غياب ولد الشيخ في الفترة الأخيرة عن القنوات الفضائية، وطرح المبادرات والمشاورات والتصريحات الصحفية، ليس من باب الصدفة، بل بتخطيط وتنسيق مع مملكة الشر، لعل وعسى أن تحقق أية نتيجة عسكرية في جبهات القتال، لم يتحقق ذلك الحلم، والضعفاء من حقهم أن يحلموا بالانتصارات الوهمية، أما الانتصارات الحقيقية فيصنعها دائماً الأقوياء، وكل ماعدا ذلك يصبح نوعاً من الادعاء الكاذب. 

أترك تعليقاً

التعليقات