ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

الأوباش ضحكوا على عقولنا بأسطورة "مريم"، وجعلوا الكبير والصغير يهيم في بحر من الخيالات ليس له قعر، لمجرد سماعهم أزيز الـ(إف 16) المزعج إن لم يكن مخيفاً، وانتشرت فيديوهات ساخرة لبعض الشباب الذين ترتفع رؤوسهم حتى تكاد أعناقهم تتكسر ليصرخوا نحو طائرات العدوان بأصواتهم التي قتلتها اللوعة وأنهكها الصبا: "مريييييم"! ولكن لأن الوعي لا يموت مهما طغت بلاهة السفهاء فأنا مازلت أتذكر كلمات أخي الأكبر التي كان يقولها بقليلٍ من السخرية وكثير من الغَلَبة عند سماعه تحليق طيران الإجرام: "قلك مريم.. والله ما به الا شمعووون"، وبالفعل هذا ما كشفته الأيام وأثبتته التقارير وشهدت عليه أفعال حكومة فنادق الرياض التي باتت منافساً قوياً لأولاد سعود وزايد في سِباق الارتماء إلى أحضان "نتنياهو" الدافئة.
وفي جديد المفاجآت التي يتحفنا بها أعضاء حكومة العمالة والارتزاق نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية مقالاً للسفيه معمر الإرياني الذي يُعتبر وزيراً للإعلام بأذهان جيرانه النزلاء في الفندق ذاته. ويبدو أن الإرياني اتخذ هذه الخطوة بعد أن استقى النصائح والإرشادات من زميله الكاهن المدعو خالد اليماني الذي وصف له كمية الشعور بالسعادة والراحة التي يحصل عليها فقط عندما يرضى عنه "نتنياهو" وترضى عنه "آلهة المتفندقين". ولأن غباء الإرياني غلب على عمالته فقد خصص مقاله للهجوم على أنصار الله وإبراز الكم الهائل من الولاء الذي يكنه لأصحاب الزنانير والطقوس التلمودية.
ويجب هنا أن نترك نظافة عقولنا تخبرنا ماذا يعني أن يُهاجم أنصار الله عبر صحيفة صهيونية. أما من اتسخ عقله بكل أنواع القاذورات فلن تتغير قناعته بأن لا فرق بين أنصار الله والصهيونية، وأنهم إنما يصرخون بـ"الموت لإسرائيل" ليلاً ونهاراً على سبيل التمويه فقط لا غير، ولكن لا عتب على هؤلاء البلهاء فهم مبرمجون مسبقاً ليقولوا ذلك.
هذا المقال الذي نشرته "جيروزاليم بوست" لم يأتِ ليكشف الستار عن حقائق كانت خفية، كما أنه لم يتسبب بأي صدمة لأصحاب العقول النظيفة، والسبب يعود لحفلة وارسو الفاضحة التي بات الستار مكشوفاً منذ أولى لحظاتها، إلا أن الشيء الملفت للنظر هو محاولة الإرياني حشد رأي عام "إسرائيلي" بمقاله البذيء، ولم يكن في حسبان رئيس تحرير الصحيفة أن الأمر سيثير الهلع والرعب من حركة أنصار الله في أوساط الصهاينة، وهذا ما حدث بالفعل كما قال مراقبون.
حكومة الخيانة ستواصل التطبيع وتطوير العلاقات مع الكيان الصهيوني، ونتنياهو سيواصل "صنع التاريخ" كما قال عقب جلوسه بجانب الكاهن المسمى خالد اليماني (بينما لقبه الحقيقي "الكوكني" وينحدر من أصول هندية، كما أثبت الإعلامي القدير الأستاذ أحمد الحبيشي). أما أحرار محور المقاومة، وفي مقدمتهم أنصار الله، فلن يتوقفوا حتى استئصال الغدة السرطانية "الإسرائيلية" ومحو آثارها من كتب التاريخ والجغرافيا والسياسة.
وأخيراً لا أستطيع أن أصف لك يا معمر الإرياني شعوري بالفخر والاعتزاز عندما أرى مقالاً لي يتبوأ مكاناً في أوراق صحيفة "لا" اليمنية، ولكن لا بأس فأنت أيضاً لا تستطيع أن تصف لنا شعورك بالانحطاط والازدراء عندما ترى هلوساتك في صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية.

أترك تعليقاً

التعليقات