أموال الخليج وديمقراطية الدمار!!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

منذ العام 2011 وبعض أنظمة الخليج تدعم بالأموال والأسلحة فصائل من سموا أنفسهم "الثوار" في بعض البلدان العربية، وفرضت تدخلها في شؤونهم الداخلية، ونراها اليوم وقد تحولت إلى أطلال بسبب الحروب التي لم تهدأ أو تنام منذ أكثر من ثماني سنوات.
الأنظمة الخليجية الداعمة للفصائل المسلحة في تلك البلدان اختارت تقديم الدعم لها من أجل تدميرها وخلق الصراعات بين شعوبها بدلاً من دعمها في الجوانب التنموية ومساعدتها في التخلص من كل الإشكالات التي تواجهها.
منذ ثماني سنوات وتلك الأنظمة تقدم مليارات الدولارات لتلك الفصائل بهدف تدمير أوطانها، تنفيذاً للأجندة الغربية التي يهمها تفتيت البلدان العربية وتقسيمها وخلق الصراعات بين مكوناتها كافة والسيطرة على مقدراتها وفرض وصايتها عليها، والأهم من ذلك حماية "إسرائيل" وتسهيل تنفيذ أهدافها وطموحاتها في المنطقة.
هذه هي الحقيقة التي يحاول البعض تجاوزها والقفز عليها، وتبرير كل ما تقدمه تلك الأنظمة بمسميات تحرير الشعوب من استبدادية أنظمتها ونشر الديمقراطية وغيرها من المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
لا ندري عن أي استبداد يتحدثون وعن ماهية الديمقراطية التي سيأتون بها عبر التدمير والقتل وخلق الصراعات التي لا تنتهي، فيما تلك الأنظمة تفرض سطوتها على شعوبها بقوة السلاح والترهيب والتخويف وهتكها لكل قوانين حقوق الإنسان، كما لا تعرف عن الديمقراطية إلا اسمها!
تابعوا ما ترتكبه تلك الأنظمة بحق شعوبها من انتهاكات وقتل وقمع، وفي المقدمة منها النظام السعودي، وما قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عنكم ببعيد، إضافة للكثير من المعارضين للنظام الذين زُج بهم في السجون أو تم تصفيتهم في بلدان أخرى وفي ظروف غامضة.
تابعوا ما يمارسه هذا النظام من انتهاكات بحق الناشطين والناشطات، والتي وصلت لحد الانتهاكات الجنسية، ويأتي قادته وبعض أدعياء الليبرالية في تلك البلدان ليقولوا إن ما يقدمه النظام السعودي هدفه التحرير ونشر المفاهيم والمضامين الديمقراطية ومساعدة الشعوب في حكم نفسها بنفسها! 
ماذا نقول أمام كل هذه الحقارة التي تمارسها هذه الأنظمة؟!
ماذا نقول ونحن نرى أمراء النفط وقد تحولوا إلى أساطين للقتل والدمار، لا لشيء سوى خدمة للأجندة الغربية الهادفة إلى تفتيت البلدان العربية والاستحواذ على أراضيها؟!!
عالم جديد يشكله الغرب على الخارطة العربية، وشغل لا يتوقف على الأرض. والمؤسف أن قادة الأنظمة الخليجية والمتحالفين معهم من "العربان" هم من يرسمون هذه الخارطة التدميرية، ويعملون على صناعة الفتن وإشعال الحرائق وخلق الصراعات والحروب والمتاجرة بالدين دون حياء، ويأتي شخص ليبرر كل ذلك ويقول إنها من أجل الحرية والديمقراطية واحترام قوانين حقوق الإنسان!!!
والغريب العجيب أن العالم الذي يستمع إلى تلك التبريرات السخيفة هو نفسه العالم الذي يدعم قادة تلك الأنظمة في ارتكابها للجرائم والانتهاكات الإنسانية والاستمرار في بيعه للسلاح إليهم وتقديم كل أشكال الدعم السياسي والإعلامي.
إنه العالم نفسه الذي يشاهد أمراء وتجار الفتن والحروب يدمرون بلداننا ويستعرضون عضلاتهم الخاوية على الأطفال والنساء والمدنيين عموماً!! 
هذا هو العالم الذي يشاهد سفاهات قادة هذه الأنظمة وهم يتوجهون صوب إثارة فتنة أخرى في بلد عربي آخر تحت حجج ومبررات سخيفة وحقيرة ومليئة بقلة الأدب!! 
أصبحنا أضحوكة ورب الكعبة، وأراجوزات، بفعل من يسمون أنفسهم قادة أنظمة الخليج، الذين يتهافتون لإشاعة الفوضى والخراب وإشعال الحروب في كل منطقة ومكان من أراضينا العربية!!

أترك تعليقاً

التعليقات