لا تحزن يا قرني
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

كانت "قطر" دائماً متقدمة بخطوة، ولطالما سجلت الأهداف في مرمى "السعودية"، والسبب في هذا هو الماكينة الإعلامية الهائلة التي تملكها، وكيف لا تكون هائلة وهي من أشعلت قضية مقتل الصحفي خاشقجي، وأدخلت النظام السعودي في أكبر مأزق على مر التاريخ، فمنذ ذلك اليوم الذي تصادمت فيه آراء الشيخة موزة مع تقليعات ابن سلمان ليندلع الصراع الأكبر ونحن نلاحظ تفوق الإخوان المسلمين على الكيان الوهابي بشكل كبير.
لكن فريق المملكة فاجأ الجميع بهجمة مرتدة انتهت بهدف خطير لصالحه، وهي تصريحات الداعية السعودي "عائض القرني" التي أثارت سخرية شعوب العالم وأشعلت غضب الأتراك والقطريين، هذه التصريحات هي عبارة عن اعتذار مزيف للشعب السعودي وتطبيل واضح للمهفوف خاصتهم، ثم محاولة ساذجة لتخليص مملكة الإرهاب من تهمة الإرهاب، ورمي التهمة على تنظيم "الإخوان" ليتحمل وحده وزر ما اقترفوه جميعاً بحق الإنسانية قبل أن تفشل شراكتهم وتذهب أدراج الرياح.
إلا أن الشيء الذي جعلني أضحك حد الموت هو وصف القرني لقناة الجزيرة بـ"مسيلمة الكذاب"، وفي حسبانه أن قناة "الحدث" لا تنطق عن الهوى، أما "العربية" فهي ملاك منزل من سماء الصالحين.
لستُ مدافعاً هنا عن ملك أو أمير أو سلطان من حكام الخليج، فجميعهم ثعابين سامة تفتك بشعوبها، وخلف الكواليس يتحولون إلى حيوانات أليفة في حضرة الصهاينة، كما يفعل مهفوف المملكة الذي يقاتل المسلمين بكل استبسال دفاعاً عن المقدسات، ويفرش في الوقت نفسه الورود الحمراء في الحرم المكي لاستضافة اليهود، وأعتقد أن هذا هو دينه الوسطي الذي يدعو إليه "القرني"، أما معتوه الإمارات فلا يمتلك "كعبة مشرفة" ليستضيف بها الصهاينة، ولذلك لم يجد سوى مسجد الشيخ زايد لاستقبال وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ولأنها "إمارات الخير" فقد قام بتخصيص 20 ألف متر مربع من أراضي أبوظبي لبناء أكبر معبد هندوسي في العالم، والجميل في الأمر أنه سيؤسس بنيانه على تقوىً من الله ورضوان.. واسألوه.
أسهبت في الحديث عن ثعابين الخليج، وكدت أنسى موضوعي الأساسي الداعية السعودي "عائض القرني"، إن كنت تسمعني أيها الداعية فأنا أريد إخبارك أنني كمواطن يمني متضرر من العدوان الذي أجزته لأسيادك، لا أنتظر اعتذاراً منك، كما أن الأخت صاحبة كتاب "لا تحزن" لم تعد حزينة، رغم أنك سرقت رسالة الدكتوراه الخاصة بها، وأصدرت كتابك الزائف.
لكن ماذا سنقول لأهالي الشباب الذين أرسلتهم ليجاهدوا في أفغانستان والعراق وسوريا؟ ألم تكن القدس المحتلة أقرب من قندهار وأولى بالجهاد والقتال؟
حسناً (لا تحزن يا قرني)، فأنت معفي من الإجابة.. ولكن شرط أن تُقلِع عن "ولعة الفتاوى"، وتذهب إلى الحلاق ليخلع ذقنك الزائفة عن وجهك، ثم اتجه إلى أقرب حفلة غنائية أو دار للسينما.. واستمتع بدينك الوسطي الجديد.

أترك تعليقاً

التعليقات