سمسار مبادرات
 

طاهر علوان

لا ولن يستطيع المبعوث الأممي ولد الشيخ تغطية شمس الحقيقة بغربال الأمم المتحدة، حقيقة دناءته وانحطاطه وتواطئه وسقوطه في مستنقع العمالة، وارتزاقه من مهمة غاية في الرقي الإنساني، تحقيق السلام والسلم الاجتماعي، مبعوث خير ورحمة وإحلال الاستقرار في بلد مزقه ودمره عدوان بربري متوحش، وفتك الجوع به بحصار أغلق كل منافذ الحياة البرية والبحرية والجوية، عدوان قتل الطفولة في مهدها، وشرد الشيوخ والنساء والعجزة من منازلهم التي بالكاد استطاعوا تأمينها، قصف كل مؤسسات الحياة ومنابع الخير، امتهن كرامة شعب فقير مسالم، يطلق نداءات الاستغاثة بآخر رمق لديه إلى العالم الرخو الذي يتساوى فيه الأموات والأحياء، عالم مخدر بأموال النفط، وتابع لأمراء ومشائخ الجهل والتخلف رعاة الجمال الهائجة المتعطشة للدم والعنف وظلام الموت، القوة العمياء التي تتحكم بنفطها وأموالها بمصائر الشعوب، وتقود البشرية عنوة إلى الجحيم، زمن رعاة الإبل والنفط الملوث بدماء الأبرياء العزل، زمن القهر والموت والرغبة الشيطانية في القتل والفتك والعدوان الذي يكتوي بناره وقصفه الأبرياء العزل. 
لا ولن يستطيع ولد الشيخ تغطية حقيقة اعتداء النظام السعودي الغاشم على شعب فقير مسلم عضو في الجامعة العربية وجميع المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية، بما فيها الأمم المتحدة التي حوَّل مبعوثها ولد الشيخ مهمته الإنسانية الراقية ومبادراته السلمية لوقف نزيف الدم وإحلال السلام في ربوع اليمن، إلى سمسرة للارتزاق بمبادرات حسب طلب العدوان الأمريكي السعودي، ومزاد علني لمن يدفع أكثر. 
تواطؤ المبعوث الأممي، بل عمالته وارتزاقه على حساب دماء الشعب اليمني المظلوم الذي يتعرض لقصف يومي ولجرائم إبادة ممنهجة ومجازر بشعة، آخرها المجزرة الشنيعة لمدرسة أطفال بنهم (مدرسة الفلاح)، مشاركة وتواطؤ ولد الشيخ في العدوان الهمجي على اليمن أقل ما يُقال عنه بأنه وقاحة وتواطؤ مخجل للغاية.
ولد الشيخ يسخر كل تحركاته الوضيعة وإمكانيات الأمم المتحدة المنحازة منذ البداية للعدوان، من أجل خدمة مصالح تحالف العدوان وأهدافه، والحيلولة دون الوصول إلى اتفاق، وأن أقصر الطرق لإفشال المفاوضات التمسك بشرعية (الدنبوع) وقرارات الأمم المتحدة المنحازة، وإبطال كل المكاسب والجهود التي بذلت في المفاوضات والمشاورات السابقة، وإعادتها عشرات الخطوات إلى الخلف، إلى المربع الأول، وفي الاتجاه المعاكس للحلول السلمية والسياسية، وجعل التوازن والتوافق عملية مستحيلة، ومطلباً لا يستطيع الطرف الآخر قبوله أو تحقيقه، ربما كانت مبادرات وزير الخارجية الأمريكية السابق جون كيري، تؤسس لأرضية مفاوضات ومشاورات، رغم ما تضمنته من سلبيات في بعض بنودها، إلا أن تواطؤ ولد الشيخ الأخير في تشويه وتعقيد المبادرة وإذكاء نقاط الخلاف والعمل على استمرارية العدوان لكي يصل إلى أهدافه في استمرار عواصف القتل والدمار والجوع والخراب، ذلك المسخ ولد الشيخ لا يستطيع جمع الأطراف المتناحرة على طاولة السلام، لأنه طرف مشارك في العدوان، مشارك في الكارثة والمأساة والتدمير وتمزيق أبناء اليمن، منحاز إلى قوة وسلطة المال والعدوان، لا يستطيع بأي حال من الأحوال إيجاد حلول سلمية عادلة تُرضي الجميع، فرض الحلول بقوة سلطة المال وبالشرعية الأممية المنحازة التي لا تستند إلى الواقع، لا تعمر طويلاً، وتعود الاشتباكات ويتجدد الاقتتال، إذا لم تكن الحلول عادلة، وتستند إلى المنطق والواقع، بدون ذلك يبقى العدل حلم الضعفاء.

أترك تعليقاً

التعليقات