حسن حمود شرف الدين

حسن حمود شرف الدين / لا ميديا -

منذ بدء العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا والإعلام الوطني هدف رئيسي من أهدافه.. فمع أولى عمليات العدوان العسكرية أقدم تحالف العدوان على حجب قناتي "اليمن" و"المسيرة" من على الأقمار الصناعية.
حينها روجت قوى العدوان عبر قنواتها الإعلامية وأبواقها من الإعلاميين بأنها تعمل على إنقاذ الشعب اليمني مما سموه "المد الإيراني"، وأحياناً أخرى يقولون إن تدخلهم في اليمن بطلب من الفار هادي.. وغيرها من المبررات والأسباب غير المنطقية التي لا يتقبلها باحث أو متابع سياسي حر ونزيه.
عمل العدوان على تسويق هذه الأسباب عبر الإعلام، وحدد فترة من 10 أيام إلى شهر بالكثير.. في هذه الأثناء استشعر عدد من الإعلاميين مسؤوليتهم الوطنية في الدفاع عن الوطن، وفي مقدمة هؤلاء الأستاذ عبدالله صبري.
نعم.. الأستاذ عبدالله صبري هو من وضع فكرة إنشاء كيان إعلامي يناهض العدوان، ويرصد انتهاكاته بحق الإعلام الوطني والإعلاميين بشكل عام.. حينها في 2015م تم اختيار لجنة تحضيرية لإنشاء رابطة الإعلاميين اليمنيين، والتي تم تغيير الاسم لاحقاً إلى اتحاد الإعلاميين اليمنيين برئاسة الزميل عبدالله بن عامر، وإشراف الأستاذ عبدالله صبري.
استمرت اللجنة التحضيرية حتى انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الإعلاميين اليمنيين، عام 2016م، برئاسة الأستاذ عبدالله صبري.
ومنذ انتخاب المكتب التنفيذي عمل الاتحاد على إنشاء قاعدة بيانات للإعلاميين والمؤسسات الإعلامية باعتبارهم الركيزة الأساسية للاتحاد، وعمل أيضاً على رصد وتوثيق جرائم وانتهاكات تحالف العدوان في حق المؤسسات الإعلامية والإعلاميين اليمنيين.. وفعلاً خلال 4 سنوات من العدوان والاتحاد يصدر تقريره السنوي راصداً الانتهاكات وفق المعايير الدولية ووفق الإمكانيات المتاحة رغم شحتها، والتي تكاد تكون معدومة مقارنة بالأعمال الموكلة إليه في مختلف المجالات سواء الرصد أو التدريب أو إصدار البيانات أو تنفيذ الوقفات التضامنية والمنددة وغيرها.
فكما كان تحالف العدوان هدفاً رئيسياً من أهداف اتحاد الإعلاميين اليمنيين، فقد أصبح رئيسه هدفاً رئيسياً من أهداف تحالف العدوان.
أحببت توضيح المرحلة السابقة لإنشاء الاتحاد ودور الأستاذ عبدالله صبري فيه، لتوضيح الصورة أكثر لمن لم يعرفه.. ولتأكيد دور هذا الإعلامي في زعزعة كيان تحالف العدوان، ودوره في التشهير به وفضحه ورصد جرائمه من خلال التقارير الإعلامية التي لم تكن حبيسة الأدراج؛ وإنما يتم توزيعها ونشرها عبر شبكة كبيرة من الشخصيات الإعلامية والسياسية والحقوقية العالمية التي لها تأثير قوي في الرأي العالمي.. كما أن هذه التقارير تتم ترجمتها وإرسالها إلى العشرات من المنظمات الدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير.
هذا كله طبعاً جعل من قيادة الاتحاد هدفاً رئيسياً من أهدافه رغم تجريم القوانين الدولية استهداف المؤسسات الإعلامية والإعلاميين، واعتبار استهدافهم جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.. ومع ذلك أقدم تحالف العدوان، صباح الخميس 11 رمضان 1440هـ الموافق 16 مايو 2019م، على استهداف منزل الأستاذ عبدالله صبري، استهدافاً مباشراً، ضارباً بجميع القوانين الدولية والأعراف والأخلاق عرض الحائط؛ بل متحدياً كافة الجهات المعنية بحرية الرأي والتعبير، وفي مقدمتها مجلس الأمن ومجلس حقوق الانسان التابعان للأمم المتحدة.
استهداف منزل صبري ليس جريمة عادية، ولا يجب أن تمر مرور الكرام، إذا تغافلنا عنها سيصبح كل إعلامي بل كل ناشط سياسي أو حقوقي تحت مرمى تحالف العدوان.. إنها جريمة مركبة، فإلى جانب أنه إعلامي، فقد استهدفوا منزله الواقع في حي سكني مليء بالسكان، جواره معهد صحي ومدرسة أساسية، وروضة أطفال وسوق شعبي.. تخيلوا منزلاً بهذه المواصفات ويتم استهدافه..! إنها جريمة مركبة وفق القوانين الدولية، جريمة حرب لا تسقط بالتقادم؛ خصوصاً وأن ضحايا هذه الجريمة ما يقارب 60 شخصاً بين جريح وشهيد، كلهم من الأطفال والنساء الآمنين.. من هؤلاء الضحايا "لؤي وحسن" نجلا الأستاذ عبدالله صبري اللذان استشهدا، كما أصيب صبري بجروح متفرقة في جسده، وكسور في ساقه اليسرى.
اليوم أقدم تحالف العدوان على استهداف إعلامي استهدافاً مباشراً، وهو في منزله، وغداً سيستهدف العشرات من الإعلاميين إذا لم يكن لنا موقف واضح وساخط ضد تخالف العدوان وضد المنظمات الدولية التي التزمت الصمت تجاه هذه الجريمة البشعة بكل المقاييس.. ونحن نعتبر سكوت هذه المنظمات مشاركة في الجريمة، ولا يعفيها من المسؤولية والملاحقة القانونية مثلها مثل المشتركين في الجريمة ابتداء بقيادات التحالف وانتهاء بأصغر عميل.

* أمين عام اتحاد الإعلاميين اليمنيين

أترك تعليقاً

التعليقات