الإمارات وكلفة التآمر
 

د. خديجة أحمد بري

د. خديجــة أحمد بري -

تعيش "الإمارات العبرية" مأزقاً كبيراً في ظل اتساع النطاق الجغرافي لخططها التآمرية على الأمة العربية والإسلامية، والكلفة المادية والاقتصادية والسياسية التي تعانيها هذه الدويلة التي تعتبر أحد الأذرع الصهيونية ومحور ارتكاز في تنفيذ الأجندات الصهيونية والمشاريع الأمريكية في المنطقة العربية. وسنسرد بعضا من المآزق التي تعيشها دويلة التآمر الصهيوني الإماراتية.
مؤخراً تم الكشف عن عمليات السرقة والنهب والتهريب الذي تنفذه الإمارات لثروات الشعوب في أنحاء متفرقة من العالم، بداية من فنزويلا والتي تم الكشف عن تهريب الإمارات لأطنان من الذهب إبان اندلاع الأزمة الفنزويلية، وانتهاء بتهريب الذهب من دولة بوركينا فاسو.
وقد ذكر أحد صحفيي الـ"واشنطن بوست" أن هذه العمليات ستكلف الإمارات ثمناً باهظاً، عوضا عن سقوط أقنعة الزيف، وامتناع كثير من الدول عن منح تراخيص استثمارية للإمارات. بيد أن الأمر المهم بحسب ناشر الـ"واشنطن بوست" انعكاس لحقيقة الأزمات الاقتصادية التي تعيشها الإمارات، وحقيقة أن من يحكم الإمارات هم عصابة بالفكر والنهج. أما المأزق الحقيقي الذي تعيشه الإمارات وسيقصم ظهرها  فهي الحرب التي تشنها بغطاء أمريكي و"إسرائيلي" على اليمن والخسائر الكبيرة التي تلحق باقتصادها وبنيتها المالية، والتي بلغت تقديراتها وفق خبراء غربيين وبحسب الـ"لوموند الفرنسية" 350 مليار دولار كمتوسط للخسائر المادية، عوضاً عن أكثر من 2500 قتيل وجريح من جنودها، وأكثر من 56 صفقة سلاح تعاقدت عليها الإمارات منذ شن حربها على اليمن...
ورغم سرقة الإمارات لنفط اليمن وبيعه كتعويض عن خسائرها، إضافة إلى نهبها لمعادن الذهب والفضة وغيرها من اليمن، إلا أن الإمارات منيت بخسائر كبيرة جداً في اليمن، وقد حاولت اللجوء إلى أكثر من طرف دولي لإخراجها من هذا المأزق، إلا أن الضغط الأمريكي والبريطاني و"الإسرائيلي" هو ما يمنعها من التوقف. وما تظهره النتائج هو انهيار تام للإمارات وعملائها في اليمن. أيضاً دفعت الإمارات بعميلها في ليبيا خليفة حفتر للزحف على طرابلس ومولت تلك العملية بالاشتراك مع السعودية، وقد مني حليفها حفتر بخسائر كبيرة على مستوى العتاد العسكري، وهو ما يستدعي تعويض تلك الخسائر قبل الانهيار.
الإماراتيون قبل أيام توسلوا للألمان الإفراج عن صفقات السلاح التي أوقفتها الحكومة الألمانية لسد عجز كبير في اليمن وليبيا، إضافة إلى حالة الرعب التي تنتابهم من أي هجوم إيراني قد يطيح بالإمارات في سويعات قليلة. وقد أوضح الإماراتيون للألمان أن هناك احتمالاً كبيراً لسقوط صواريخ باليستية يمنية على أبوظبي ودبي، وما زاد في رعبهم الصاروخ اليمني الفتاك "بدر F".
الحقيقة أن محور العمالة الخليجي يمر في حالة انتكاسة كبيرة، والفضل لله ولرجال اليمن الأبطال. ولن تنسى الأمة العربية والإسلامية هذا الفضل لرجال الأمة وفرسانها مجاهدي اليمن.
(*) كاتبة سورية.

أترك تعليقاً

التعليقات