عبدالحميد سعيد

عبدالحميد سعيد / لا ميديا -

في إطار حملة التوعية التي تدشنها وزارتا الزراعة والإعلام لتشجيع الزراعة وتطوير وزيادة الإنتاج الزراعي في بلادنا للفترة من 12 إلى 30 يونيو الجاري، يمكننا أن نسهم ببعض مقترحات الحل الممكنة في هذا الجانب لأهم تحديين أو مشكلتين تواجهان مسألة تنمية وزيادة الإنتاج الزراعي، وهما محدودية المياه والأرض، وهما أكثر التحديات المعروفة أمام مسألة تطوير الإنتاج الزراعي في اليمن..
وكمحاولة متواضعة مني في مناقشة هذه المسألة، وبالاستفادة من تجارب العالم في تجاوز هذه المشاكل الجوهرية، نقول بأن العالم اليوم في تطور مستمر، ولم تعد تلك المشاكل جوهرية، فبالإمكان التغلب على محدودية الأرض بتكثيف البحوث والإرشاد الزراعي لزيادة إنتاجية وحدة المساحة ومضاعفة ما ينتجه الهكتار الواحد باستنباط وإنتاج بذور أصناف ذات إنتاجية عالية من مختلف محاصيل الحبوب والبقوليات والزيوت التي تعتبر صمام الأمن الغذائي، فبدلاً من أن ينتج الهكتار طناً واحداً من حبوب القمح على سبيل المثال يمكننا أن نصل بإنتاجيته إلى 5 أو 6 أو حتى 8 أطنان، خاصة وقد تمكن مجاهدو الزراعة في محافظتي صعدة والجوف في الأعوام السابقة من تحقيق وتجاوز تلك الأرقام، وهكذا يمكننا عبر إضافة حزمة من التقنيات البحثية والإرشادية والتسميدية أن نحقق معدلات أعلى من الإنتاجية الحالية لمختلف محاصيل الغذاء الرئيسية، بل ومحاصيل الخضار والفواكه، وبمثل تلك الحزم التقنية يمكننا تحقيق نفس المعدلات على صعيد الإنتاج الحيواني، والخبراء اليمنيون قد تكونت لهم خبرات متراكمة في هذا الجانب، ولا يحتاجون سوى مزيد من الدعم والتشجيع المادي والمعنوي وإدارة هذا المورد البشري الذي يعتبر من أهم عناصر الإنتاج الزراعي بكفاءة عالية، وشحذ هممهم لإخراج قدراتهم وإطلاقها في سبيل تحقيق الأهداف في هذا الاتجاه..
وأما مسألة التغلب على إشكالية محدودية مورد المياه فالبدائل في هذا الجانب لا حصر لها، وسيقودنا تطبيقها إلى رفع كفاءة استخدام المياه المتاحة عبر وسائل الري الحديثة والمتعددة، بالإضافة إلى تكثيف العمل باتجاه حصد مياه الأمطار عبر السدود والحواجز والكرفانات وغيرها من أساليب الحصاد المائي الشائعة والمعروفة على مستوى العالم.
ومن المهم الإشارة إلى ضرورة توجيه المزيد من مخصصات الدعم الفني والمالي لتنفيذ مشاريع الارتقاء بخدمات البحوث والإرشاد والاستثمار في القطاع الزراعي، إذ بدون توجيه الموارد المالية وتكثيفها في هذا الجانب سيكون مصير كافة خطط تنمية الإنتاج الزراعي الفشل والتقوقع في نفس مستوى الإنتاج الحالي الذي يعد من أقل معدلات الإنتاج والإنتاجية في العالم بشكل عام، بل حتى على مستوى المنطقة العربية بشكل خاص.
وإذا كنا في السابق قد أهملنا أو كنا نجد الأعذار لتدني مستوى أدائنا في هذا المضمار، فإنه لا عذر لنا في المرحلة الراهنة، خاصة وبلادنا تتعرض لعدوان إجرامي لا نظير له يستهدف الحرث والنسل، ويهدد بيئتنا وأمننا الغذائي بشكل عام. وهذه رسالتي أوجهها للقيادات المعنية بإدارة هذا القطاع الحيوي والهام، والذي يحتل مرتبة في الأهمية تنافس أهمية القطاع العسكري الذي استطاعت بلادنا وقيادتها المؤمنة المجاهدة أن تحقق فيه قفزات نوعية أذهلت العالم أجمع، وهي ذات القيادة التي تنظر للزراعة والإنتاج الزراعي بأهمية وأولويات أكبر من أي قطاع آخر، كما نلمس ذلك من توجيهات وخطابات سيد البلاد وقائد مسيرتنا القرآنية منذ ما قبل العدوان وحتى الآن..داعين الله عز وجل أن يحفظ اليمن وأرضها الطاهرة. 

أترك تعليقاً

التعليقات