مطــــار أبهـــــا
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

ذات يوم شعَرَ العدوان السعودي بزهو النصر، فصرَّحوا بأنهم دمروا 98% من مخازن الأسلحة والصواريخ اليمنية، وأكدوا أنه لم يعد هناك خوف من اليمن تجاه السعودية.
وحين أعلن اليمنيون أنهم بصدد تصنيع صواريخ وطائرات مسيَّرة امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالنكات والضحك على هذا الخبر، وها هم اليوم يبكون ويرتعدون ارتعاد الجبناء بعد تلك السخرية والضحك.
ومع أن كل دول العالم التي تصنع الصواريخ لا بد لها من القيام بتجربتها عدة مرات حتى تتأكد من مدى فاعليتها ونجاحها، لكن الصواريخ اليمنية لا تتم تجربتها إلا على مطارات العدو السعودي.
اعتبر الكيان السعودي قصف مطار أبها عملاً إرهابياً وإجرامياً، ونددت الكثير من الدول بهذا الفعل، لكن أحداً لم يندد بالإرهاب والإجرام الذي تمارسه السعودية طوال خمس سنوات وهي تقتل الأطفال والنساء في اليمن، وتغلق المطارات وتُحكم حصارها على غذائنا، وتهدم مستشفياتنا وبيوتنا وجسورنا!
كتب رئيس البرلمان العربي تغريدة على "تويتر" قال فيها: "إن استهداف الحوثيين لمطار أبها يعتبر جريمة حرب"! وكتب السديس تغريدة قال فيها إن استهداف ميليشا الحوثي لمطار أبها إفساد في الأرض وإرهاب آثم وجرم شنيع!!
هل رأيتم أكثر إثماً وشناعةً وتفاهةً من هذا الكلام؟!
إن كان ما فعله المقاتلون اليمنيون بمطار أبها جريمة حرب، فماذا يسمُّون ما فعلته السعودية بتدميرها مطار صنعاء وإغلاقه منذ سنوات، ومطار الحديدة أيضاً؟...
كان صاروخ كروز المجنح الذي دكَّ مطار أبها شبيهاً بـ"مرجام الغيب"، الذي جعل الفزع والخوف يتجسد في شوارعهم، وتمتلئ به تغريداتهم. هذا الصاروخ المبارك الذي أُسري به فجراً إلى مطار أبها، في حين كانت باتريوتاتهم تغط في نوم عميق، وما لبثوا بعض يوم حتى جاءتهم الطائرات المسيَّرة التي جعلت كل ما وقعت عليه كالصريم.
لا أدري لماذا ينزعج البعض كلما سمع عن وصول صاروخ إلى العمق السعودي! وكأن هذا الصاروخ انفجر في غرف نومهم! والأسوأ من ذلك حين تقوم السعودية بقصف بيوتنا ترى هؤلاء الحثالة يبررون ويعتبرون تدمير المنازل وقتل المدنيين رد فعل لما يقوم به الحوثيون، مع أن السعودية لديها أسلحة ذكية لا يمكن أن تخطئ أهدافها، بينما نحن نقصفهم بأسلحة بدائية لكننا لا نخطئ ولا نقصف البيوت والأطفال.
لن ترتدع السعودية إلا إذا تواصل تنفيذ الأهداف الاستراتيجية الـ300، التي بدأت أولى ثمارها بتعطيل مطار أبها، فلن يفتح مطار صنعاء إلا تدمير مطاراتهم، وحينها سيبحثون عن مبادرة لإيقاف الحرب لكي تتوقف الصواريخ اليمنية عن الوصول إليها.

أترك تعليقاً

التعليقات