بأمر ملكي:الصهيونية حميمة
 

عفاف محمد

عفاف محمد / لا ميديا -

نلحظ تغير الخطاب الإعلامي لعربان الخليج، وبروز المحللين السياسيين بعقالاتهم. يتحدث البعض منهم ببجاحة في هيئة ثقة، والبعض يتصبب وجهه عرقاً كونه غير مقتنع بالكلام الذي يقوله، لأنه يتحدث بأمر ملكي عن "الوطن القومي الإسرائيلي" في فلسطين المحتلة، وعن عدم وجود دولة اسمها فلسطين، وعن أن القرآن ذكر أن فلسطين هي وطن قومي لبني إسرائيل، وأنها أرض الميعاد التي لطالما منّوا أنفسهم بها، وقالوا إن فلسطين المحتلة لم تُغتصب يوماً، بل إنها حق مشروع للصهاينة، وأنه يجب التعايش معهم ككيان له ثقله، والاعتراف به... والكثير من تلك الترهات التي لا يستسيغها العقل..
واليوم يتحدثون عن عدو آخر أوجدوه لتطويع الشعوب على كراهيته، وهو "العدو الإيراني".
وهذا التغير الجذري الذي به يحاولون ترويض شعوبهم عليه وهو من غرس عشقهم الصهيوني القديم، وقد برز بشكل لافت في الآونة الأخيرة، وذلك وفق أهواء ملوك المملكة وظهور ما يترجم بالنظام الخليجي المتصهين الجديد.. 
وقد افتضحت علاقتهم بإسرائيل التي لم تكن حديثة العهد لولا انقشاع الستار؛ حيث تقول بعض المصادر التاريخية إنه عام 1915 كتب الملك ابن سعود رسالة خطية للضابط البريطاني "بيرسي كوكس"، قال فيها إنه "لا مانع لديه من أن يعطي فلسطين للمساكين اليهود"!
واتضح المشهد اليوم أنه تدبير متجذر. واليوم ملوك الخليج بدورهم أوجدوا عدواً مغايراً، وحرفوا مؤشر البوصلة وجعلوا من إيران عدواً لدوداً، وكالوا لهذه الدولة الإسلامية الاتهامات الباطلة، وتغافلوا عن القضية الفلسطينية، ونسوا جرم ونجس ورجس بني صهيون، وتجاهلوا أن إسرائيل كيان غاصب يحتل مقدساتنا، ويعمل جاهداً على إذلالنا، وكذلك استخفوا بكتاب الله الذي ذكر فيه جل علاه بمحكم آياته موضحاً في أكثر من سورة العداء الذي يكنه اليهود للدين الإسلامي، ومدى خبثهم وحقدهم ومكرهم عليه. 
والشواهد على بطلان قضية إسرائيل كثيرة.
ومؤخرا تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي "أفيغدور ليبرمان" عن صفقة القرن، في مقابلة له على القناة العاشرة، قائلاً بأن صفقة القرن كانت معدة لتتم قبل 8 سنوات لولا تداعيات الأحداث وظهور الحوثيين، وتزايد أعدادهم، وأنهم قاموا بعمل إحصائية للمنضمين للحركة الحوثية، وأنهم انصدموا بحقيقة مخيفة، وهي أن الكثير من أبناء محافظات اليمن التفوا حول الحوثي، وتزايدت أعدادهم في حين توقعوا أن ينهي النظام السابق حركتهم عام 2007، حيث كانوا يمولونه لإنهاء هذه الحركة! 
وتحدث أيضأ عن موافقة العديد من الدول العربية على صفقة القرن مسبقاً، وأنهم قد عملوا جاهدين على إتمامها. وبعد تزايد خوفهم قال إنه لا بد من إبرام صفقة القرن ما داموا قد أوجدوا أطرافاً تحارب الحوثي نيابة عنهم، وقبل أن يؤثر الحوثيون على بقية الشعوب، ويشعلوا فيها فتيل الصحوة. 
ومن هنا نرى أن مخططاتهم الخبيثة تسعى لخلخلة صفوف العرب واستمالة ضعفاء النفوس منهم ليحركوا ويحققوا مصالحهم وأطماعهم. 
ولعلكم تذكرون مذكرات الجاسوس البريطاني همفر الذي تحدث عن حجم المخطط الخبيث الذي يسعى لتشتيت الأمة الإسلامية وتحريف دينها وخلق الصراعات، وهذا ما يحدث اليوم. لذا علينا أن نكون واعين للمؤامرات الصهيونية التي تحرك كل جهودها وتجتهد في مركز الدراسات والبحوث لنزع حقوقنا منا وإضعاف إيماننا وسلبنا هويتنا، وهذا ليس بالجديد، فإننا نعرفه منذ نعومة أظفارنا، ولكن ضراوتهم اليوم اشتدت.

أترك تعليقاً

التعليقات