قرن الشيطان
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

في كل مجتمع لا بد من وجود المختلين والتافهين، لكي يبقى الآخرون متيقظين. لكن أن تكون حكومة بني سعود بأكملها مختلين وتافهين فهذا استثناء لا يحدث حتى كل مليون سنة.
لقد بزغ قرن الشيطان من نجد والحجاز، من تلك البقعة التي أشار إليها النبي الأعظم صلوات الله عليه وآله، وقال ثلاثاً: "من هنا يطلع قرن الشيطان".
وحين سألوه عن اليمن قال: "الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية". وقال في موضع آخر: "اللهم بارك في شامنا ويمننا".
منذ الأزل لا يُذكرُ اليمن إلا مع الخير واليُمن والمحبة والسلام والبركة... ولا تُذكر أرض نجد والحجاز إلا مع الشر والقبح والغدر والخيانة... فأي وصف بليغ يقال بعد وصف النبي الأعظم لها بـ"قرن الشيطان"؟! وهل بقي هناك ما يقال بعد هذه الوصمة؟! إنها وصمة عار لا يمحوها الدهر.
وحين جاء وفد اليمن إليه قال: "أتاكم أهل اليمن، هم أرق قلوبا وألين أفئدة...".
أما حين كان في نجد والحجاز فقد حورب وحوصر في شعب أبي طالب، وحيكت ضده مؤامرات، وحاولوا اغتياله مرات عديدة، كان أشهرها يوم جمعوا له أربعين قاتلا ليقفوا بباب بيته.
وحين ذهب إلى الطائف آذوه ورجموه حتى أدموا قدميه الشريفتين، فرفع يديه إلى السماء وقال: "إن لم يكن بك عليَّ غضبٌ فلا أبالي".
أما حين كان الحسين بن علي عليهما السلام ذاهباً إلى كربلاء ليلقى حتفه، قال له أخوه محمد بن الحنفية: "إذهب إلى اليمن فإن بها شيعة أبيك".
اليمن، هذه البقعة الطيبة، هي في السماء "سهيل اليماني"، وهي في الأرض "الركن اليماني"، وهي في القرآن "سبأ والأحقاف"...
 ومن البديهي أن تحقد صحراء نجد والحجاز على هذا البلد الذي نال من الرفعة والمجد ما لم ينله سواه.
اليمن التي قال عن أهلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: 
ولو كنت بواباً على باب جنةٍ
لقلت لهمدان ادخلوا بسلامِ!
اليمن التي منها أنصار رسول الله، ومنها أول الشهداء الذين أضاء بهم الإسلام وأسقوا شجرته بدمائهم. لذلك لا غرابة أن يحقد علينا قرن الشيطان، وأن يصبّ علينا كل أحقاده وقنابله وصواريخه، ويستأجر جيوش العالم لقتلنا، رغم أننا في حكم العُزّل. لكن الكيان السعودي لم يفعل كل هذا إلا لعلمه ويقينه بعظمة اليمن والإنسان اليمني، إذ إننا لسنا نكرة مثلهم، ولا عاديين، لأن "العادي لا يُعادَى".
ولا نتعرض لكل هذه الحرب الغاشمة إلا لأننا مثمرون، لأن الشجرة التي لا تثمر لا يقذفها أحد بحجر.
إنها شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء. هذه هي اليمن. أما مملكة بني سعود فليست أكثر من شجرة زقوم أصابت كل ما حولها بالضرر، وتمددت جذورها حتى خرجت عن حدودها. ومثل هذه الأشجار الضارة لا علاج لها سوى الفأس، وهذا ما سيكون.

أترك تعليقاً

التعليقات