شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

أنت هدف مباح لطائرات القتل السعوأمريكي، لأنك يمني، بصرف النظر عن نوعك وعمرك ومذهبك الديني، المهم أنك يمني سيأتيك الموت محمولاً على طائرة (إف16) أو طائرات الأباتشي أو طائرة بلا طيار تقودها إليك شريحة مدسوسة في بيتك أو في بعض أغراضك أو إحداثيات أرسلتها أصابع عميل حقير عبر جهاز إلكتروني الى غرف عمليات العدوان ومراكزه في الرياض أو الدوحة أو أبوظبي أو واشنطن أو على ظهر حاملات الطائرات والقواعد الأمريكية المنتشرة في الماء واليابسة، وسيقتلونك بدم بارد وبنفسية مطمئنة تعرف أن لا أحد في هذا العالم القبيح سيعترضهم أو يلومهم أو يأسف عليك، بل ستمتد ألسنة عملائهم في الداخل والخارج لتلعق دمك، وتكنس فضيحة قاتلك المعتدي بشتى المبررات الكاذبة والسخيفة، سيقولون إنك رافضي مجوسي، أو إنك إرهابي تهدد أمن العالم، وتنشر التطرف، وتستهدف الإطاحة بعرش أمريكا الممتد من واشنطن الى أطراف العالم.
الطفلة نوار العولقي التي قتلتها طائرات العدوان الأمريكي في سرير نومها بقرية يكلا بمحافظة البيضاء، لم تكن إرهابية، ولا تحمل حزاماً ناسفاً، ولم تهدد الأمن والسلام العالمي الذي تنسفون أنتم قواعده أيها القتلة الأوغاد، ولا تعرف شيئاً عن تنظيم القاعدة، ولم يكن أحد من آل الذهب ولا من اليمن مشتركاً في تفجيرات الـ11 من سبتمبر التي بمبررها أطلقتم إرهابكم الى كل أطراف الدنيا، واستبحتم أوطاناً وثروات، وقتلتم شعوباً، وصنعتم دماراً يستحيل التعافي منه.
والطفلة إشراق المعافى لم تكن رافضية ولا عميلة لإيران، ولم تسب الصحابة رضوان الله عليهم، ولم تجتهد إلا في استذكار دروسها، وليس في سبيل التمدد الإيراني أيها الأشرار القتلة.
نعرف أننا نعيش في مرحلة زمنية قذرة، وعالم متوحش يفلتر مواقفه الإنسانية المزعومة بفلترات النفط والمال، ونحن لانملك النفط ولا المال، نحن شعب يريد أن يعيش بحرية وبلا إذلال ولا وصاية من أحد.
دعونا، أيها المجرمون القتلة، نهنأ بجوعنا وفقرنا، دعوا أطفالنا يناموا في أسرتهم الطاوية الخشنة بأمان وبلا خوف من طائراتكم، وصواريخكم. لسنا نحن من صنع القاعدة ولا داعش، فلا تتخذوا من أدواتكم التي أسستموها ومولتموها مبرراً لاستباحة بلادنا وقتل مواطنينا. 
ستظل دماء الطفلة البريئة نوار العولقي والطفلة إشراق المعافى، وصمة عار في جبين هذا العالم المتوحش، ومخالب حادة تهتك أقنعة إنسانيتكم المزعومة الشوهاء، وستظل قلوب الأطفال المرتجفة خوفاً من طائراتكم القاتلة، عواصف تهز دعائم عرشكم وعروش حلفائكم ووكلائكم في هذه المنطقة التي أصابتها لعنة النفط، وستقتص لهم السماء. 
الخلود لأرواح شهدائنا، واللعنة السرمدية على العدوان وعملائه.

أترك تعليقاً

التعليقات