راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

نستغرب كثيرا عندما تتحدث الأمم المتحدة عن حلول سياسية وعن اتفاقية ستوكهولم التي ما فتئ مبعوثها الخاص إلى اليمن منذ ثلاثة أشهر يعطي إحاطات غير صحيحة حولها توحي وكأن القضايا المتعلقة بهذه الاتفاقية تسير على ما يرام، في حين أن العدوان قد تجاوز موضوع الاختراق لها، وهذا الموضوع معروف ومفهوم، ولكن غير المفهوم إهمال الأمم المتحدة ما يجري في المحافظات الجنوبية، وخاصة من قبل الاحتلال السعودي الموصوف والمعلوم في محافظة المهرة، التي فيها تبادلت قوى العدوان الأدوار بانسحاب الإمارات وإحلال قوات الاحتلال السعودي مكانها، وهكذا في سقطرى.
واليوم في ظل الحديث الذي يجري حول الانسحاب الإماراتي من الساحل الغربي تحل قوات سعودية محل القوات الإماراتية، أي أن المشهد السابق يتم تكراره تحت مسمى تبادل الأدوار!!
وكل هذا يضعنا أمام سؤال، وهو: 
هل تنظر الأمم المتحدة إلى كل هذا كأمر طبيعي يستجيب لأهداف تحالف العدوان من شن الحرب على اليمن؟!
الإجابة بالتأكيد في بطن الولايات المتحدة وبريطانيا ومخططات أجندتهما في اليمن!!
ما كان يتوجب على الأمم المتحدة هو إعلان موقف مما يحدث في المهرة وسقطرى والمحافظات الجنوبية إجمالا، ولو من باب ذر الرماد على العيون، لإبقاء الغشاوة في عيون الرأي العام حول حيادية موقفها، ومع ذلك لم تتخذ أي موقف، وبقيت تدور حول اتفاقية ستوكهولم لتؤكد أن ما يجري في اليمن هو تضييع لوقت التسريع في إيجاد حل سياسي يؤدي إلى السلام الذي ينهي أفظع وأبشع كارثة إنسانية يشهدها العالم.
 إجمالاً ليس هناك من تفسير إلا ترك المحافظات الجنوبية في حالة فوضى يمهد لصراعات لا تنتهي في إطار التوجه نحو مشروع التشطير والتفتيت إلى كانتونات مناطقية على غرار ما كانت عليه هذه المحافظات قبل الثورة اليمنية 14 اكتوبر ضد الاستعمار البريطاني.
ومع هذا كله فشعبنا اليمني لن يمكن قوى الاحتلال من تنفيذ أهدافها بسهولة ويسر وفقاً للسياسة البريطانية والأمريكية المتبعة.
الأمم المتحدة، وبهذا التعامل غير المتوازن وغير المسؤول، تعكس حقيقة هذه المؤسسة الدولية التي تكشف عن كيلها بمكيالين وعن معاييرها المزدوجة في تعاملها مع القضية اليمنية ومختلف القضايا الحاصلة في العالم، وخاصة في المناطق التي تشهد صراعات ونزاعات.. ونظرتها لها من منظار واحد مليء بالتناقضات والمغالطات التي تنسجم مع ما يروج له المعتدي والقاتل والظالم على هذه الدولة "الضحية" أو تلك.
هذا هو الدور الحقيقي للأمم المتحدة التي يتم تحريكها من الشريكين الرئيسيين للنظام السعودي (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا) وغيرهما من الدول الكبرى التي تبحث عن مصالحها ولا تتحرك أو يكون لها موقف من أي عدوان أو جريمة في العالم إلا وفقها! 
والسؤال الذي سنبقى نثيره هنا وهناك هو: من يحرك ضمير الأمم المتحدة ويدفعها لعدم النظر في القضية اليمنية كجزء متكامل دون تجزئتها أو القفز على ما يحدث في المهرة وسقطرى وبقية المحافظات الجنوبية ويتم التركيز على الحديدة واتفاقية ستوكهولم؟!

أترك تعليقاً

التعليقات