النضال بالبكاء
 

أحمد عارف الكمالي

أحمد الكمالي / لا ميديا -

ليس غريباً بأن يخرج مستشار ولي عهد أبو ظبي ويقرر بكل تبجح واستهتار مستقبل اليمن ومصيره، وليس غريباً بأن ينظر مستشار (عيال+) لليمن وكأنها قطعة أرض في زريبة أسياده أو جزء من تركة ورثها عن جده! ليأتي هو ويقرر مصير أجياله ويرى، حسب قوله، بأنه "لا يمكن أن تكون هناك يمن واحد وموحد بعد اليوم"، أي بعد نشره تغريدة في موقع التواصل "تويتر"!
صحيح بأن هذا الكلام يحمل من الفجاجة ما يحمله، ومن الاستعلاء ما لا يستطيع أي حُر تقبله، ومن الحقد ما لا يستطيع أي يمني تغافله، ولكن بعد خمسة أعوام من العدوان على اليمن لا يمثل هذا الكلام اكتشافاً جديداً في الرؤية الإماراتية أو بالأصح رؤية التحالف الذي تحركه أمريكا ضد اليمن، وإنما تأكيداً لمؤكد قد أكدته الإمارات سابقاً بآلاف الغارات ومليارات الدولارات التي أحرقت بها اليمن وزعزعت بها نسيجه الاجتماعي والسياسي في المناطق التي تحتلها مليشياتها ومليشيات السعودية بنفس الأسلوب الوقح والمستكبر والظالم.
غير أن الغريب هو أن يخرج البعض من المرتزقة وكأنهم استيقظوا للتو من سبات عميق، أو كأنهم عائدون إلى اليمن من زيارة للمريخ!
لذلك نراهم يستمرون بعزف نفس السيمفونية الغبية والأسطوانة المشروخة التي تستجدي الرضى من الإمارات حتى مع العتب تارة، وتلميع السعودية على حساب الإمارات تارة أخرى، مصرين على المكوث في نفس دائرة الاسترزاق!
المرتزقة الذين سلموا للإمارات الأرض وسكتوا عن كل ممارساتها القذرة وبادروا بأن يكونوا ممسحة تمسح بها كل جرائمها وتلمع بها كل قُبحها، عندما يحنقون على الإمارات لا يغضبون، ويكذبون ويتهددون كما عودونا ضد أبناء شعبهم من "القوى الوطنية "، وإنما يخرج قلة شجاعة منهم على وسائل التواصل والإعلام ويعتبون بكل وقار على الإمارات راجين منها بألَّا تقسم اليمن.
وليس هنا العجب فقط، وإنما العجيب بأنهم يزايدون باستجدائهم (عيال+)، وكأنهم يخوضون بهذا الاستجداء ملحمة الوطن!
ومع هذا لا أعتقد بأنهم صادقون ومتمسكون بنضال البكاء والتوسل والغنج.
في الأخير، نحن نراهن على قوة ووعي شعبنا في الجنوب والشمال من المهرة إلى صعدة والذي أثبت أنه عصي على أن تتحكم بحاضره ومستقبله دويلات النفط والخيانة، ونراهن على قوة جيشنا ولجاننا الشعبية الذي ذاقت الإمارات بأسهم وشدتهم، وستظل اليمن واحدة وموحدة رغم أنف بن زائد ومن يقف خلفه.

أترك تعليقاً

التعليقات