المجلس الانتقامي
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

قصفت طائرة مسيرة حفل تخرج عسكرياً مدعوماً من قبل الإمارات، قتل فيه أبو اليمامة، فقام المجلس الانتقالي بطرد الشماليين والباعة والبسَّاطين البسطاء.
كان أحرى بهذا المجلس الانتقالي/ الإماراتي الرد بشجاعة، لكن من يعمل لدى الإمارات يفتقد الشجاعة.
بينما في اليوم نفسه أطلقت القوة الصاروخية صاروخاً باليستياً بعيد المدى وأصاب هدفاً عسكرياً مهماً في العمق السعودي بالدمام، في تجربة جديدة وعملية للقوة الصاروخية اليمنية حسب تصريح الناطق باسم الجيش العميد يحيى سريع. وقبل ذلك أطلقت القوة الصاروخية عشرات الصواريخ باتجاه جيزان ونجران وجدة ومطار أبها، ومع ذلك لم تقم السعودية بجمع اليمنيين وطردهم كما فعل المجلس الانتقالي، لأن السعودية تعلم أن هذه الصواريخ هي رد على عنجهيتها وصواريخها وطيرانها المعتدي الذي يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً. ومع ذلك تقصف السعودية وترد، رغم أنها من بدأ هذا العدوان.
ليست المرة الأولى التي تتم فيها مضايقة مواطنين من الشمال في عدن، فلا أحد ينسى البساطين الذين تم قتلهم لأنهم شماليون فقط. ولا أحد ينسى تلك العائلة الشمالية التي تم إنزالهم من فوق سيارة البيجوت وذبحهم لأنهم شماليون.
وصلوا في عدن إلى الذبح والقتل بالهوية. يقتلونك حسب البطاقة الشخصية التي تحملها، وانتمائك إلى المدينة التي جئت منها، ويعتبرون قتلك مباحاً لمجرد أنك ولدت في محافظة شمالية، فيقومون بذبح كل من ينتمي لهذه المنطقة، بدلاً من البحث عن الغريم يقتلون أي شمالي انتقاماً منه!!
الأمر ليس جديداً، فيكفي أن تفتح صفحة "جوجل" وتكتب: "مقتل مواطنين شماليين في عدن" ليفاجئك "جوجل" بمئات الحوادث المشابهة منذ ما يزيد عن عشر سنوات.
كم هم المواطنون القادمون من الجنوب الذين استوطنوا صنعاء وسكنوا فيها، منذ عشرات السنين، ومن بعد الوحدة اليمنية، ولم يتم تسجيل حادثة اعتداء واحدة أو مضايقة لشخص جنوبي لأجل أنه جنوبي فقط! فلماذا كل هذا التشنج ضد الشمال، هذا الشمال الذي يتم وصفه بالجهل والتخلف والدحبشة وأشياء أخرى لا يصلح قولها؟!
نعم، الشمال كان أدنى من الجنوب تعليمياً، ولم يكن يحظى بخط مفتوح إلى الاتحاد السوفييتي لطلب العلم، ونعترف بأن مستوى الجنوب التعليمي كان أفضل من الشمال، لكن ما الذي حدث حتى تطفو كل هذه البشاعة على السطح؟! ولماذا ظهر الدواعش وهم يتجولون في شوارع عدن المتحضرة والمتقدمة، وفي شبوة -جهاراً نهاراً- بسياراتهم التي رفعوا عليها علم القاعدة، بينما الشمال المتخلف والجاهل، بنظر البعض منهم، ما زال محافظاً على مدنه وقراه من العبث والقتل والدواعش والارتزاق؟
نحن شعبٌ واحد، فمن الذي يقنعنا بتصدير كل هذا القُبح تجاه بعضنا؟!

أترك تعليقاً

التعليقات