شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

الذين يبحثون في ركام الصغائر والأمور التافهة، عما يلبي رغباتهم في صرف الأنظار عن معركة الدفاع والتصدي للعدوان، أو بغية أخذ الثأر من شخص تصرف تصرفاً غير لائق في موقف انفعالي معين، أو رداً على ثرثرة إعلامية تنبش هي الأخرى في ركام الماضي الذي أنتجته ظروف كان لها أسبابها وشروطها، فالماضي يجب أن يزول وينسى، واستدعاؤه في هذا الظرف الوطني الشائك المعقد هو بالتأكيد سلوك يناقض حاجتنا الضرورية والملحة للتصدي للعدوان والدفاع عن شعبنا وبلادنا أمام قوى العدوان الباغية.
وعلى أولئك أن يكفوا سواء كانوا ينتمون إلى المؤتمر الشعبي العام أو إلى حركة أنصار الله، لا نرضى كمواطنين أن تبقى معركتنا الوطنية مرتهنة في ما يرضي كامل الخوداني أو المحامي محمد المسوري أو أسامة ساري أو فارس أبو بارعة أو عابد المهذري، ومن لف لفهم، وعلى قيادتي المؤتمر الشعبي العام وحركة أنصار الله أن تضعا حداً لأولئك، وتوقفاهم عن تفخيخ مسارات الشراكة في الدفاع عن الوطن والشعب.
فإذا كنا نرى العدوان يقتل حتى المواشي في المراعي والأسواق، ويقصف صالات الأعراس وسرادق المآتم، فهو بالتأكيد لن يستثني هذا لأنه مؤتمري أو ذلك لأنه ينتمي إلى أنصار الله، فهو عدو غاشم حاقد على كل ما هو يمني، حتى على أولئك الذين يقاتلون معه ضد شعبهم، والذين يبررون له جرائمه الوحشية الفظيعة.
إن اللحمة التي تسود صفوف الجيش واللجان الشعبية في ميادين مواجهة العدو، وهي التي مكنتهم من تسطير هذه الملاحم الوطنية الخالدة، يجب أن تنعكس على الموقف السياسي والإعلامي للمؤتمر والأنصار، وعلينا أن نحترم دماء الأطفال الذين قتلهم العدوان، وأن نستحضر جسد الطفلة إشراق المعافى المسجى على التراب والحزن، والذهول في عيون الطفلة سناء الحكمي وهي ترى صواريخ طائرات العدوان النازي تهدم منزلها على رأس أبيها وأمها وإخوانها الصغار، وتقذف بها إلى عراء الحياة وحيدة يتيمة منكسرة، وأن نحترم ونقدر أولئك الحفاة الأبطال وهم في ميادين القتال يدافعون عنا، ويلقنون العدوان دروساً قاسية مريرة، ويعلمونهم معنى الدفاع عن الأوطان.
لقد هزم العدوان وغرق في سوء فعله وجرم تماديه بعدوانه على شعبنا، بفضل صمود وبسالة أفراد وضباط الجيش وأعضاء اللجان الشعبية.
فلا تمنحوه فرصة للنيل منا بافتعالكم معارك جانبية تافهة لا تخدم أحداً سوى المعتدين، مهما كانت مساوئ هذا الطرف أو ذاك، فبإمكاننا تجاوزها أو ترحيلها إلى المستقبل، ونحاسب المسيء بعد أن نكسر قرون العدوان، ونهزم صلفه وغروره.

أترك تعليقاً

التعليقات