مفارقات
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

من الأهمية أن نُشير، قبل الدخول في عنوان المقال، إلى أن دول الخليج التي يحكمها من هم في سن النضوج لم تتورط في العدوان على اليمن أو انسحبت مبكراً كما هو الحال مع سلطنة عُمان؛ أما الدول التي يحكمها المراهقون من الشباب فقد تم جرَّهم من قبل المخابرات الأمريكية إلى حرب لن يخرجوا منها قبل سقوطهم أو نفاد أموالهم التي يقدمونها للأمريكان مقابل الحماية والسلاح. وابتزازهم والسخرية منهم يتم والشمس في كبد السماء وعلى مرأى ومسمع من الإعلام والناس أجمعين. أي أن الحكام المراهقين في دول الخليج مازال وعيهم متدنياً، وبالتالي يمكن أن يتقاتلوا على زجاجة خمر أو غانية قادمة من مسارح واشنطن ويقودون أنفسهم وبلدانهم إلى طريق مجهول.
الذي يهمنا هنا هو المفارقات بعد أكثر من 4 أعوام من العدوان الهمجي.
فمن المفارقات أن يطلبوا منا الاستسلام وتسليم السلاح ويحذرونا عبر الإعلام من الاجتياح خلال ساعات أو أيام قليلة، بينما اليمنيون وبعد 4 أعوام يحذرون دول العدوان من الاستمرار في طيشهم ويصلون إلى عقر دارهم.
من المفارقات أن يوجه الفار هادي بإيقاف الممارسات التعسفية والتهجير ضد أبناء المحافظات الشمالية وهو نفسه لا يستطيع العودة إلى عدن، ويعد أبرز المهجرين من المدينة.
من المفارقات العجيبة أن تتحدث الامارات بأنها تعمل ضمن إطار تحالف العدوان لإعادة الشرعية بينما ورئيس وزرائها وحاكم دبي لا يستطيع إعادة زوجته الهاربة. 
من المفارقات أن يطالب مرتزقة العدوان في مأرب من حكومة الإنقاذ التي لا تمتلك الموارد تخفيض سعر أسطوانة الغاز المعبأة في مأرب وهم يعلنون بشكل رسمي رفع سعر الأسطوانة ويعرقلون وصولها إلى صنعاء ويمتلكون الثروة ويعملون لحساب دول تُعد الأغنى على مستوى العالم.
من المفارقات أن تطلب المملكة السعودية حمايتها من قبل واشنطن وإرسال جنود أمريكيين إليها بينما هي تقود تحالفاً عسكرياً مكوناً من 17 دولة وتشن عدواناً على اليمن.
من المفارقات أن يدين العالم استهدافنا لقوة عسكرية نتقاتل معها. بينما لا يدين قيام دول العدوان ومرتزقتها باستهداف الأسواق والمدنيين بشكل يومي خلال 4 سنوات. 
من المفارقات أن يتم استهداف معسكر للمرتزقة من قبل من يصفونهم بمليشيات ولا يستطيعون حماية أنفسهم ولم تستطع منظومات دفاعاتهم تحاشي الضربة. من ثم يقومون باستهداف البسطاء والضعفاء المدنيين بدلا من المواجهة في ميادين القتال رجال الرجال أبطال الجيش واللجان الشعبية.
من المفارقات أن يتمكن الإعلام اليمني المقاوم بإمكانياته البسيطة وقنواته المعدودة من هزيمة الماكينة الإعلامية لدول العدوان وفضح كل مغالطاتها وإخراس الألسن التي اشترتها والمدربة على ممارسة التضليل والحروب النفسية.
من المفارقات أن تحارب الإمارات دولة إيران في اليمن وتذهب إلى طهران لتعقد اتفاقيات أمنية معها.
من المفارقات أن يقتنع مرتزقة الإصلاح بهزيمتهم وعدم قدرتهم في العودة إلى اليمن بدون أخذ الإذن من المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ، بينما بعض مرتزقة المؤتمر يمنون أنفسهم بإمكانية الانتصار على أبناء الجيش واللجان الشعبية.
من المفارقات أنه بعد 4 أعوام تزداد اللحمة الداخلية بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان تماسكا بينما تتفكك الجبهة الموالية للعدوان ويعود الكثير من المغرر بهم إلى صفوف الوطن.
خلاصة القول: العبرة في القضية التي نحملها والظلم الذي عاناه أبناء اليمن، وما النصر إلَّا صبر ساعة.

أترك تعليقاً

التعليقات