الغباء السعودي
 

طاهر علوان

طاهر الزريقي / لا ميديا -

لم يحدث قبل هذا التاريخ أن حظيت مملكة الشر السعودية بمثل هذا القصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وبمثل هذا الضعف والإذلال والمهانة. ولم يسبق قبل هذا التاريخ أن واجهت السعودية أزمات اقتصادية وسياسية خانقة، أزمات متفجرة كما هي حالها اليوم، وفي ظل عدوانها على اليمن وإدارة الدب الداشر بن سلمان وحلفائه، تلك الوجوه القبيحة الفاقدة للشعور الإنساني والحس الوطني والقومي والمحملة بالسموم القاتلة، وفي ظل تلك الميوعة السياسية والعسكرية والفوضى الاستراتيجية والعجز والفشل المطلق للحسابات الاستراتيجية، لم يكن بحسبان الدب الداشر بعقليته المتخلفة وقدراته الاستيعابية المحدودة وحماقته المعهودة وطيشه وعنجهيته وصلفه وقلة خبرته السياسية والعسكرية... لم يكن يتوقع هذا الصمود الأسطوري المشرف من البلد الذي اعتبر طويلاً العضو الأضعف والأفقر في الجسم العربي، والذي أظهر مناعة مدهشة تقارب المعجزة في التصدي للتحديات المصيرية التي تتالت عليه قاسية مدمرة، واستطاع أن يرد ويهاجم ويدافع عن كرامته وأراضيه وإنسانيته، بل ويدافع عن الأمة العربية والإسلامية من خلال تصديه وقتاله وانتصاراته على العدو المشترك للأمة العربية، صرخته الثورية فتحت الأبواب لتاريخ جديد في نضالنا القومي ضد المشروع الأمريكي وأدواته في المنطقة.
 الكيان السعودي ولد أصلاً في بحر من الدماء، ولا يستطيع الحياة خارج نطاق العدوان، والمجازر، والجريمة المنظمة والإرهاب. وليس جديداً على هذا الكيان السعودي المرتبط بذاكرتنا منذ احتلاله لنجران وجيزان وعسير، كمرادف للقتل والعدوان والعنف آثاره المدمرة ماثلة في كثير من المدن اليمنية، ولن تستطيع عشرات السنين محوها، كل المعطيات الموضوعية تثبت تشخيص الحماقة والغباء على هذا العدوان وعلى من اتخذ القرار. الحروب سهلة البداية، ولكنها صعبة الانتهاء وتحتاج إلى إدارة عسكرية محنكة ورجل مميز لديه الخبرة والحنكة العسكرية والسياسية. وحسم المعارك لا يتم فقط بقوة الحديد والتقنيات العسكرية وإن استخدم كل أسلحة العالم المتطورة. الأسلحة وحدها لا تستطيع أن تهزم شعباً لديه الإرادة الحرة والإيمان والحق، لديه خبرات متراكمة في تلقين الغزاة الدروس القاسية، لديه العقول الناضجة لصنع المعجزات وتغيير كل معادلات العدو العسكرية الصعبة والمعقدة، وصنع معادلات تشمل المنطقة والخليج، معادلات تحقق الإنجازات والانتصارات وترغم التحالف على مراجعة حساباته. ولا يستطيع أحد التنبؤ بما قد نفعله بما لدينا من قوة صاروخية وأسلحة تدميرية هائلة. على أعدائنا أن يدركوا أننا نستطيع الوصول إلى قصورهم، إلى جميع مواقعهم الاستراتيجية الهامة، وبحكم المؤكد أنهم قد أدركوا عجزهم وفشلهم المطلق في تحقيق الحلم المستحيل في تركيع الشعب اليمني الذي استطاع كسر كبريائهم وجبروتهم وغطرستهم ووحشيتهم المتنامية حول المنطقة والعالم العربي والإسلامي، بفتح مرحلة جديدة بالرد الاستراتيجي وبوصول الصواريخ البالستية الدقيقة إلى أبعد مدى في منطقة الخليج وإثبات فشل كل المحاولات الدفاعية الأمريكية والسعودية في التصدي لها.
 لقد نجحنا في إرساء سياسة الرد بالمثل وتضييق هامش المناورات والاعتداءات، واستطعنا توسيع نطاق الخلاف داخل تحالف العدوان الكوني برفع سقف التحدي وخلق معادلة جديدة ومختلفة في المنطقة.
إن هذا البلد الجميل حقاً والمحاط بأكثر الصفات الحضارية والثقافية والحاضنة التاريخية للعرب، والقلب المفعم بالعروبة والملي بحب الأخوة العربية والإنسانية، بلد بتلك المواصفات الإنسانية الرائعة لا بد وأن ينتصر.

أترك تعليقاً

التعليقات