القناعات نفسها ولكن!
 

أحمد عارف الكمالي

أحمد الكمالي / لا ميديا -

معظم الذين راهنوا على تحالف العدوان بمختلف مبرراتهم، باتوا اليوم يلعنون التحالف ويسفهون قدراته، ويشرحون أهدافه القذرة، ويقرون بالخيبة وفقدان الأمل، ويتمنون خروجه من مشهد اليمن. 
على ما يبدو أنهم وصلوا لنفس القناعات التي وصل إليها الصامدون في مترس اليمن قبل الغارة الأولى للعدوان.
نعم، شعور متقارب، انطباع موحد، ولكن بمعنويات مختلفة ورؤية متباعدة وسلوك مختلف!
فالصنف الأول: أسس على أحقاد، وبني على أوهام، واتكل على ربّ النفط والمال، وجعل سقفه فناء الآخر، فسلم قراره لغيره مقابل وعود كاذبة!
الثاني: أسس على مظلومية، وبني على صيرورة التاريخ، واتكل على ربّ الأرباب، وجعل سقفه العيش بكرامة مع الآخر، فسلب منه كل غالٍ وبقي قراره.
الأول: مرت عليه الأعوام وتبخرت الأوهام، وطفحت الأحقاد، وتكبلت الأذرع، وتذكر بحسرة ما أغفل من مسلمات، وقلب بحسره ما جنى من خزي وما أصابه من علات، لا يعرف مصيره، ويدرك بأنه يشغل حيزاً كبيراً من الفراغ، ورغم هذا لا يشعر مطلقاً بأنه كتلة.
الثاني: مرت عليه الأعوام وترسَّخ الإيمان، وغطت الانتصارات، وتجذَّرت بنشوة المسلمات، ويرى   العالم بدهشة ينظر لمنجزاته، ومصمم بأن يظل رقماً.
الأول: مازال أمامه فرص تتقاتل عليها الإرادات مع التبريرات.
الثاني: مازال أمامه عقبات تتزاحم حولها الانتصارات مع التحديات.
واليمن تستحق بأن يلتقط الأول الفرص بدون شكوك، وأن يتخطَّى الثاني العقبات بدون غرور.
نفس القناعات ولكن!

أترك تعليقاً

التعليقات