«ولد الشيخ» يعود بهيئة غريفيتث!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

وأنا أتابع ما قاله المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيتث، في إحاطته أمام مجلس الأمن، الثلاثاء الماضي، قلت في نفسي: هل هذا هو غريفيتث أم سلفه السابق ولد الشيخ؟!
ما سرده غريفيتث في إحاطته الأخيرة سبق أن تحدث به في مؤتمراته وبياناته الصحفية الصادرة من مكتبه طيلة الفترة الماضية، وخاصة منذ ما بعد ستوكهولم (!!)، وكرر نفس ما كان يقوله المبعوث السابق ولد الشيخ عن قلقه وإحباطه، وعن الحاجة الماسة لبدء نقاش عاجل بشأن التوصل لحل سياسي للنزاع اليمني وضرورة مراعاة مواقف كل الأطراف وإشراك الجميع في عملية السلام...
لم نكن نستمع لمبعوث آخر يختلف عن ولد الشيخ، حيث كرر غريفيتث الكلمات والعبارات نفسها التي كان يقولها ولد الشيخ، وبشكل متعمد، وانحيازه للعدوان دون الإشارة إلى جرائمه التي يواصل ارتكابها بحق المدنيين!
غريفيتث، وبعد استهلالته المعهودة من سلفه بالتعبير عن القلق الشديد إزاء العنف في اليمن، دان الهجمات العسكرية على المنشآت المدنية السعودية، ولم يذكر شيئاً عن الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان بقيادة النظام السعودي على أكثر من منطقة ومكان في اليمن طيلة الثلاثة الأشهر الماضية!
3 سنوات بقي خلالها ولد الشيخ يتلاعب بالأحداث والوقائع ويكشف عن انحيازه لدول العدوان، ويكرر تأسفه على الحالة الإنسانية السيئة التي وصل إليها الشعب اليمني جراء الحرب والحصار، وفي الوقت نفسه يدين الهجمات العسكرية على المنشآت السعودية، دون الشعور بوخزة ضمير على حياة المدنيين اليمنيين، وفي مقدمتهم الأطفال والنساء، من الجرائم المتواصلة لطيران العدوان!
وهانحن اليوم نرى غريفيتث يكرر الإحاطات نفسها التي كان ولد الشيخ يقدمها، ويعود لسرد الكلمات والعبارات نفس التي تضمنتها تلك الإحاطات!
مارتن غريفيتث اليوم، وبعد مضي عام ونصف تقريباً على توليه هذه المهمة، يكرر الحكاوي والقصص نفسها التي دأب عليها سلفه طيلة الثلاث السنوات التي قضاها مبعوثاً للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن؛ فلا هي قادت إلى وقف العدوان ولا إلى رفع الحصار، وخاصة على مطار صنعا الدولي، وإنما على العكس من ذلك أدت إلى زيادة حجم الصراع ومعاناة اليمنيين وتجويعهم وقتلهم، إما بصواريخ الموت أو بالأوبئة والأمراض التي تسبب العدوان بظهورها وانتشارها!
وهنا نسأل: ماذا قدم وصنع مارتن غريفيتث طيلة العام والنصف حتى اليوم؟!
عقب مشاورات ستوكهولم ظهر منتشياً بما تم إنجازه من اتفاق حول الحديدة وتبادل الأسرى، ولكنه إلى اليوم فشل في تنفيذ ذلك الاتفاق، ولم نعد نسمع منه سوى كلمات القلق وعبارات الحسرة لعدم تنفيذ ما تم التوصل إليه في ستوكهولم. وقال في إحاطته مؤخراً إن "اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة أصبح هشاً"!
جميعنا كنا نتوقع أن ينجح مارتن غريفيتث في صناعة شيء يعيد الأمل لليمنيين، ولو حتى في رفع الحصار وفتح مطار صنعاء الدولي وإقناع من يسمونها "الشرعية" بالكف عن استخدام المرتبات كورقة حرب، والإيفاء بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها بعد أن تمكنت من نقل البنك المركزي إلى عدن!
فهل أغلق غريفيتث بوادر الأمل الموضوعة وخيب آمال اليمنيين وكل من يشعر بآلامهم وأوجاعهم ومعاناتهم؟!
وما الجديد الذي سيأتي به غريفيتث بعد إحاطته الثلاثاء الماضي أمام مجلس الأمن وبعد أحداث عدن التي لم تهدأ بعد؟!

أترك تعليقاً

التعليقات