ظل المشهد
 

ذو الفقار يوسف

ذوالفقار يوسف / لا ميديا -

تجمُّع الإصلاح على قائمة التصنيف السعودي لـ«الإرهاب»، وعدد من قياداته على قائمة التصنيف الأمريكي لـ«الإرهاب»، وهذا يعني أنه المكون الأقرب للفوز بدور أمريكي في الجنوب يلبي حاجة واشنطن لتدوير اليافطات الممزقة لجهة يافطة مناسبة لتثبيت قواعد عسكرية على بحر العرب وخليج عدن باسم «مكافحة الإرهاب أو مكافحة دولة داعش على الأرجح».
لا يراهن المطبخ الأمريكي البريطاني ولا تحالفه العسكري العرباني على ما يسمى الشرعية (النافقة)، لكنه يراهن على تمكين «الإخوانجية» (الإصلاح) من دور وسيطرة تحت يافطة داعش (عدن، أبين مبدئياً)، وقد آن أوان تحريك هذا العنف التراكمي الكامن في الظل والذي جنده الإصلاح (جامعة الإيمان والفرقة الأولى وجمعية الإصلاح الخيري) على مدى أكثر من ثلاثة عقود، والأرجح أن يكون دوره هو بسط السيطرة على عدن وأبين عقب دورة اقتتال (انتقالي - شرعية) تنتج «فوضى خلاقة» تعصف بالمحافظتين تمهيداً لقدوم المنقذ (داعش) على إيقاع رأي عام يائس ومحبط يحلم باليسير من الاستقرار والأمن تحت راية أي كان.
لن يستطيع المطبخ الأمريكي البريطاني انتزاع تنازل عن وحدة التراب اليمني من صنعاء لجهة شطرين أو ستة أقاليم، وهو عاجز عن تثبيت مصالح مقوننة ومشروعة دولياً في الجنوب المحتل، ودول تحالف عدوانه مكشوفة الغطاء تماماً هناك، وخروجها من الجغرافيا المحتلة بات ضرورة وجودية لاستنقاذ كياناتها من هاوية التلاشي. هذا كله يستدعي الشروع في لعبة خلط أوراق لتخليق مشهدية بديلة لا شرعية ولا انتقالي، بل خليط من حطام هاتين الأداتين في بوتقة مواتية لتأبيد الاحتلال بذريعة مقبولة دولياً ولا سبيل لأن ترفضها صنعاء، كما ولتطويق هذه الأخيرة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً بسياج حصار جيوسياسي مميت لتجربتها الثورية.
حين يتألم الإخوانجيون فاعلموا أن ذلك يعني مخاضاً غربياً استعمارياً جديداً على المسار الوظيفي ذاته، ولكن بيافطات مغايرة، فالإخوانجيون لم ينشؤوا منذ البدء ليكونوا يافطة أو حزباً، بل عجينة ظل طيعة لتقلبات الحاجة الغربية الامبريالية سلباً وإيجاباً.

أترك تعليقاً

التعليقات