فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

تعمل حكومات الأنظمة المستبدة العميلة على تنشئة جيوش هشة موالية للحكام، أو على الأصح للأسر الحاكمة وحسب. فمن ناحية تتجه البوصلة نحو تعزيز قوة هذا النظام المستبد من ناحية، وإحداث جبهة الضعف والهشاشة تجاه أي محتل أجنبي من ناحية أخرى، بل إن هذا النظام أو ذاك يسير وفقاً لاستشارات أجنبية لتكوين ازدواجية داخل القوات المسلحة هدفه الحفاظ على مكتسبات الشعب، ومنها استقرار الوطن وسيادة قراره على مستوى الداخل والخارج، والناتج عن هذه السياسة المشؤومة هو الفراغ. ولنضرب على هذا المعطى مثالين اثنين: لقد سعى المقتول علي عبدالله صالح إلى إنشاء ما سمي "الحرس الجمهوري"، واصطفى له أفضل العتاد الحربي وأكثر الموالين لأسرة عفاش وتقرب إليه بكل الإمكانات وجعل على القيادة فيه ابنه أحمد، الذي فشل في تحصيله العلمي في كلية "ساندهيرست"، كلية إعداد القادة في إنجلترا، ليحضر كجزء من الحفاظ على ماء الوجه بعض دروس كلية أخرى في المملكة الأردنية الهاشمية، فكانت النتيجة فشل "الولد" أحمد في قيادة المعركة في الجولة السادسة ضد الحوثيين الذين ثاروا في الأصل على أوضاع الإفقار التنموي بوجه عام في محافظة صعدة... وكان من أسباب هذا الفشل هو التمييز بين أفراد القوات المسلحة، عسكري يتبع فصيل الحرس الجمهوري وآخر يتبع شؤون الأفراد في وزارة الدفاع. وكما سعى النظام كعادته إلى شق الصف في سياسته العامة داخل المؤسسات الحزبية وغيرها فإنه كان يولي هذا "الشق" جهده داخل الجيش والأمن، إذ أنشأ ما أطلق عليه الأمن القومي والأمن السياسي، خاصة مع تجربته مع المقتول محمد خميس، وهي تجربة غاية في المرارة! 
أما التجربة الثانية فهي من خارج الجغرافيا اليمنية، وفي السعودية على وجه التحديد، إذ أنشأ وبتحمس عال من سموه الأمير سلطان ما أطلق عليه "الحرس الوطني"، والذي وضع على أساس عشائري ليكون ولاؤه للأمير سلطان على حساب العسكري المنتمي لوزارة الدفاع. وكما لم يستطع "الحرس الجمهوري" عمل شيء لحساب علي صالح فإن "الحرس الوطني" لم يستطع أن يعمل شيئاً لاتجاه الأمير سلطان، فكانت الخيبة لمتعب بن سلطان كما لازمت الخيبة أحمد بن علي. وفي اختصار: إن سياسة "الشق" و"التمييز" أساسها ونتائجها هو الفشل. في هذا إبلاغ للناس والله وحده يهدي إلى سواء السبيل.

أترك تعليقاً

التعليقات