تسريبات مريبة!
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

شهد الأسبوع الماضي حراكاً سياسياً دولياً وتصريحات مسؤولين في أكثر من بلد حول اليمن وضرورة إيقاف الحرب. الملفت أن هذا الحراك يرافقه تسريبات كثيرة، يمكن أن نطلق عليها حرب التسريبات، يتم استخدامها قبل الساعات الأخيرة للانتصار اليماني، وهي تسريبات يسعى مروجوها لقياس مدى ردة فعل الشعب اليمني تجاه ما يتم ترويجه، كالقول بأن واشنطن انقلبت على هادي أو محاولة إظهار أمريكا كأنها وسيط وليست جزءاً من العدوان، بالإضافة إلى إعادة تدوير أسماء شخصيات كمرشحة لقيادة المرحلة المقبلة ورسم مستقبل اليمن من خلالها وبما يتوافق ومصلحة العدوان. ومن تلك المبادرات ما تسمى «يمنيون يصنعون السلام» التي يتصدرها الرئيس الأسبق علي ناصر محمد وبعض الأسماء العربية، وهدفت إلى قياس مدى قبول اليمنيين بحلول تبدو في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب. المبادرة التي أرسلت إلى مكتب المبعوث الاممي وبإيعاز منه صورت الوضع كأنه مشكلة في إقليم آزال تتطلب حلاً. تتمثل في هذه المشكلة –حسب قولهم- عدم وجود ميناء، واقترحت تأهيل ميناء ميدي ليكون خاصاً بالإقليم. كما طالبت بتنفيذ الأقلمة وهيكلة الجيش مرة أخرى، متناسية أن هيكلة هادي كانت مقدمة للعدوان، والآن تطالب بهيكلة الجيش واللجان من أجل احتلال أمريكي مباشر. العديد من بنود المبادرة، التي تجاوزت قذارتها المبادرة الخليجية، يحاول العدوان جعلها جزءاً من المبادرات التي تقدم ويتم خلطها جميعا وفرضها باسم مجلس الأمن. لكنها محاولات بائسة للوصول إلى أقلمة واحتلال اليمن، لأن الصمود الأسطوري اليماني خلال 4 سنوات مضت جعلتها غير ملزمة وغير مقبولة هي وغيرها من أي محاولات التفاف على الاستحقاق اليمني في بناء دولته الواحدة الموحدة أرضا وإنسانا واحترام سيادته، وليس أمام تحالف العدوان الأمريكي الامبريالي إلا الرضوخ لهذه الحقيقة الممهورة بدم الشهداء من الرجال والنساء والأطفال التي سالت ثمنا للكرامة ورفع الوصاية..
إن أي مبادرة أو موقف لا يتماشى مع هذه الحقيقة لن يكون له معنى، ولن يكون اليمنيون معنيين بها، وبالتالي مصيرها الفشل. وإذا كانت مبادرة «اليمنيون يصنعون السلام» بمثابة قياس لمستوى استيعاب ألاعيب العدوان، فإن الوعي لدى اليمني الصابر المحتسب والواثق بالنصر في أعلى مستوياته من الوعي.
إن اليمنيين يصنعون النصر وليس السلام، والنصر كفيل بأن يحقق السلام المشرف الذي يضع حدا للعدوان ويقطع دابر الوصاية ويبني دولة يمنية حديثة.
والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات