شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

من الواضح أن إمارات جزر الصلح البحري وجدت في عدن وفي اليمن كاملة مساحة لتنفس من خلالها عما تراكم من حنق لديها ضد السعودية نتيجة عدة عوامل وتصرفات مارستها وتمارسها المملكة ضد الإمارات، وإذلالها وجعلها مجرد دولة تابعة لا تتحرك خارج الرغبة السعودية، ولا تقدم على بناء علاقة مع أية دولة أو تحديد موقف من أية قضية خليجية أو إقليمية إلا بموافقة نظام بني سعود، وداخل توجهات ومصالح السعودية.
ولعل استيلاء السعودية على حقل الرميلة النفطي الإماراتي واستغلاله دون أن تجرؤ الإمارات حتى على إبداء أدنى اعتراض بالكلمة ولا بالموقف، وحقل الرميلة ينتج 7 ملايين برميل من النفط يومياً، هو واحد من عوامل الاحتقان، لذلك تلعب الإمارات بشبه أريحية، ولو حذرة، من خلال تبنيها فصائل مسلحة في عدن ليست على وئام مع الموالين للمملكة، ومنهم هادي وزبانيته وحكومته، بل إن الإمارات حاولت تجاوز السعودية ليس في عدن وما يخص الجنوب فقط، بل تبنت بمفردها خوض معارك الزحف العسكري في الساحل الغربي في ذوباب والمندب والمخا.
ولعل المعارك التي دارت حول تحديد من يتولى إدارة وحماية مطار عدن، وقيام قوات الاحتلال الإماراتي بقصف القوات الموالية لهادي، أوضح دليل على ما سلفت الإشارة إليه: دول الخليج ومنها الكويت وعمان بل وحتى قطر، تحاول الهروب من طغيان ونزق السعودية عليها، الى تقوية وتمتين علاقتها بإيران، فدويلة قطر وبعد الاتفاق النووي الإيراني سارعت الى توقيع معاهدة دفاع مشترك مع إيران، والكويت وبعد تصاعد نفوذ السعودية فيها وإزعاج قيادتها من قبل الكتلة البرلمانية الإخوانية الموالية للسعودية، والتي أطاحت بحكومات كويتية متتالية، مما جعل الاستقرار السياسي والحياة العامة الكويتية هشة قلقة، وزادت من مخاوف قيادة الكويت، مما جعلها ترسل وفداً رفيعاً الى طهران، أعقبته جولة للرئيس روحاني الى بعض دول الخليج، ومنها عمان التي استطاعت، وفي خضم كل المتغيرات ومواقف دول الخليج من إيران، أن تحتفظ بتوازن كبير في علاقتها بإيران، وتلتزم الحياد الإيجابي حيال العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا.
كل يوم والسعودية تفقد مساحات شاسعة من نفوذها وسيطرتها على قيادات دول الخليج.. الإمارات لم تتمكن ولم تجرؤ على المجاهرة بإقامة علاقة مع طهران خوفاً من غضب بني سعود، رغم أن العلاقات التجارية الإماراتية الإيرانية تسير بوتيرة عالية، بل إنها حققت معدلاً مرتفعاً بالقياس بحجم التبادل التجاري لبقية دول الخليج مع طهران، فالإمارات تحاول تعويض شعورها بالعجز عن مقاومة السيطرة السعودية عليها هنا في اليمن، بفرض حصار على السعودية من خلال حرمانها من أوراق ميدانية أو أي انتصارات عسكرية تستثمرها في أية تسوية سياسية قادمة حول إنهاء عدوانها على اليمن.
فالسعودية لاتمتلك سوى كم هائل من الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها في اليمن، وحدود جغرافية مخترقة من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية، والإمارات بلا جدال هي شريك أساسي في كل الجرائم والانتهاكات التي مارسها تحالف العدوان ضد بلادنا.

أترك تعليقاً

التعليقات