21 أيلول انتصار وعزة
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
إن ثورة شعبية سلمية نهضت لاستعادة وطن سليب وحق مصادر، وقرار شعب مختطف وثروة منهوبة، وعزة وكرامة مهدورة، وشرف مستهدف، وقيم وأخلاق مُسّت، تستحق أن تكون ثورة حرية، وعزة، وكرامة بامتياز، ولا يسعها إلَّا النصر، والنصر حليفها، والهزيمة الناجزة لأعدائها، وعد الله ولن يخلف الله وعده.
لم يسبق لثورة يمنية ولا لثورة في العالم خاف منها الاستعمار الغربي وناصبها العداء بل أعلن ضدها وضد شعب قام بها عدواناً وحرباً كونية مستمرة للعام الخامس وهو عمر الثورة نفسها تقريباً، كما حدث مع ثورة الشعب اليمني العظيم في 21 أيلول 2014، ومع كل ذلك فشل. والسؤال لماذا شن عدوانه عليها؟ ولماذا فشل؟ العجيب أن الأسباب التي شن عدوانه لأجلها هي ذاتها الأسباب التي أفشلته، لأن هذه الثورة قامت دون معرفته وإشرافه أو موالاته أولاً، وثانياً أن هذه الثورة تحمل مشروعاً ثورياً وقيادة ثورية، وثالثاً أنها ثورة حرية واستقلال وسيادة واستعادة القرار الوطني، وأيضا قامت ضد نظام وصاية ظالم خاضع كلياً له، بل هو نظام يحكمه مندوبه السامي في صنعاء متمثلاً بالسفيرين (الأمريكي، والسعودي)، والدليل أنه عندما خرج ذلك المندوب من صنعاء سقط النظام كلياً.
لذلك لم يتسع صدر المستعمر الأنجلوصهيوأمريكي بأدواته السعوإماراتية وتحالفه، ومرتزقته لهذه الثورة، فشنَّ عدوانه على الشعب اليمني العظيم وثورته العظيمة بهدف القضاء عليها وإخضاع شعبها. هذا ما يؤكد أن هذه الثورة شعبية وطنية خالصة لا دخل للخارج من قريب أو بعيد بها، وأنها نابعة من الشعب وإرادته، ولهذا السبب عجز عن إخضاعها ناهيك عن إنهائها لأنها تمثل إرادة شعب، وإرادة الشعوب لا تقهر، ما بال إن كان هذا الشعب هو الشعب اليمني العظيم المعروف تاريخياً بقوته وبأسه الشديد، والذن ما غزته قوة على وجه الأرض إلَّا وخرجت مهزومة، هذه القوة التي استعادها الشعب بعون الله وبفضل ثورته وقيادته الثورية الواعية المدركة العظيمة الاستثنائية في هذا الزمن الاستثنائي، وما تحمله من مشروع هدي قرآني ربَّاني عظيم، لهذا عجز عن تحقيق أهدافه، بل يعجز عن أن ينجو من الهزيمة.
هذه الثورة ورغم قصر عمرها وما لاقته وشعبها من استهداف، وعدوان وقتل، وتدمير، وحصار وتجويع لم يشهد له التاريخ مثيلاً، إلَّا أنها أنجزت الكثير، فلولا هذه الثورة ومشروعها وقيادتها ما تمكن الشعب من استعادة قوته التي استهدفها نظام وصايته طيلة 50 عاماً، ولما استطاع الصمود والثبات بوجه هذا العدوان الكوني ونظام وصايته أولاً، ولما استطاع صنع هذه الإنجازات العظيمة على مستوى تصنيع أسلحة الرد والردع.
يحسب لهذه الثورة أنها خلقت وعيا غير مسبوق وإرادة لا تلين، وإيماناً لا يتزعزع بالحق وثقة عالية به وبنصره وبإمكانات ذاتية رغم شحتها المادية تولدت عنها بعون الله قدرات حققت إنجازات، قدرات تسقط أمامها، وتحت أقدامها أعتى قوى الأرض وأقوى إمبراطوريات الاستكبار والاستعمار التي ظلت تحكم شعوب العالم وتصادر قراراتها، وتنهب خيراتها دهرا، وها هي اليوم بنظامها العالمي يتهاوى أمام قدرات هذا الشعب العظيم وقيادته العظيمة.

أترك تعليقاً

التعليقات