نستحق السفر
 

أكرم عبدالفتاح

أكرم عبدالفتاح / لا ميديا -

أرَقُّ قلوباً وأليَنُ أفئدةّ
منذ أن كانت الشمس قِبلتنا بالغروب الجليل
والبيوتُ معابد مفتوحةً للإلهِ القمر
لعنة الجنتين تطاردنا
ونطارد طيش المسافات تيهاً بأسفارنا
لا اتجاه ولا هدف
بل رحيل إلى آخر الميثولوجيا
لنستكشف اللغز أبعد مما يريد امتحان الرسالات والمعجزات ومَغزى السُوَر
عابرون لنا غربة الزنبق المتأخر في ليل تشرين
باب المُحبِّينَ يفتح عينيهِ للدمع والغرباءِ
نَـمُـرُّ .. وفي القلب ما يُـغـتـفـَرْ .
نستحق غياباً أقلَّ لعلَّ الذي قدَّر التيه يرفع لعنتهُ
ولأن الضياع صراط بلا غايةٍ
سوف نسأل أن يهدي الدرب صوب بداياتنا
كي نعود لترتيب أوزار أشواقنا
وانتشال سماءٍ مكدسَةٍ في الحُفر
قالت الروح للريحِ: دُلِّي القوافل إن شئتِ
قالت لنا الريحُ: أنتم دليلي إذا ضيعتني الدروب إلى سَبـأٍ
فالتفتنا له نادمين: ألم تـَكُ بالغتَ حين دعوناك (اللهم باعد بيننا وبين أسفارنا)
لا جواب يُفسِّر كُنه المحبةِ
 غير امتحان الحبيب.. فأين المَفَـر؟!
نحن بوصلة التيهِ
نرشد أحلامنا لسرابٍ تعافى من الزهو
لكنه ما انكسر
وطنٌ شاهقٌ كالسماوات
كيف سنستغفر الله مما استجاب له؟!
عندما نكمل الدربَ
كل الدروب انتهت تحت خطواتنا 
والنبيُّ الذي فر من بؤسنا
يسأل الله ألا يُصدِّقَ أوجاعنا مثله
فهي أبعد مما مَضَت غايةٌ فوق لوح القدَر
نستحق...
وتلك مهمتنا في رهان الحبيب على كبرياء المُحِبِّـين
قد يهرب الأنبياء إذن رأفةً بالذين يسيرون من خلفهم كالقرابين
لا بأس.. نمضي
 وإن قِيلَ إن النبي الذي ...
قد كفر.

أترك تعليقاً

التعليقات