منير إسماعيل الشامي

منير إسماعيل الشامي / لا ميديا -

نستذكر في هذه الأيام من كل عام واحدة من أبشع وأفظع وأقذر جرائم بني سعود ومؤامراتهم في حق الشعب اليمني، تلك الجريمة التي ارتكبوها عام 1977م واغتالوا بها الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي رحمه الله، مستخدمين أياديهم القذرة من أذناب الخيانة والعمالة المنبطحة تحت أقدامهم.
هذه الجريمة البشعة لم يكن المستهدف فيها شخص الرئيس الشهيد الحمدي وحسب، بل كان المستهدف من ورائها الشعب اليمني بأكمله. 
اغتال النظام السعودي بهذه الجريمة الشعب اليمني حقيقة، لأن الحمدي كان يمثل إرادة الشعب التي فقدها. فبدا الشعب بعد هذه الجريمة مشلولا، وظل كذلك لا حراك فيه لعقود طويلة في حالة أشبه ما تكون بالموت السريري. فنصب بنو سعود من أنفسهم أوصياء على الوطن واستحوذوا على قراره وانتهكوا سيادته، وأعاقوا طريق تنميته وتطويره، وفرضوا عليه أذنابهم من الخونة وأياديهم العميلة حكاما شكليين يأتمرون بأمرهم وينفذون مخططاتهم في مختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية، والفكرية والاجتماعية، فظلوا خداما لهم طيلة سنوات طويلة ينفذون مؤامرة النظام السعودي في تجهيل الشعب وتضليله ونشر المذهب الوهابي الإرهابي في أوساط المجتمع اليمني، بكل مدنه وعزله وأريافه وقراه.
لقد تمكن نظام السعودية بعد اغتيال الرئيس الشهيد الحمدي من صناعة النظام الحاكم لليمن، الرسمي والقبلي والحزبي، طبقا للمواصفات التي يريدها، وجعل من أركان ذلك النظام قوى نفوذ متسلطة على كل خيرات اليمن ومقدراته، وثرواته يتقاسمونها بينهم، ويستلمون ثمن خيانتهم مبالغ مدنسة عبر اللجنة الخاصة التابعة لجهاز مخابرات بني سعود، فلم يهتموا بالشعب ولم يخدموه بل جعلوا منه خادما لهم ومكافحا لبقائهم، وغارقا في معاناة دائمة ألهته عن طموحاته، وقتلت كل أحلامه وآماله.
وظل على هذا الحال، حتى سطع نجم حسين العصر من مران فكشف داءه وصدع بدوائه فاستضاء الشعب العليل بنور مشروعه القرآني وبرأ من شلله وعلاته، ونهض من سباته واستفاق من غفلته، وتحرك في ثورة شعبية مستنيرة بنور القرآن ومنقادة للقائد العلم السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي في نضال ضد الوصاية والانبطاح وإصرار على رفض العودة إلى حالة الذل والخضوع، والتيه والخنوع، وقد عزم على نيل حريته، وانتزاع استقلاله، وتحرير مصيره وقراره، فانطلق متوكلا على الله وحده، ومتسلحا بقوة الإيمان وصدق الإرادة. وبثورته السلمية على طريق الحق نجح بتوفيق الله في اجتثاث أيادي العمالة وأركان الخيانة ودحرها إلى غير رجعة، واستعاد قراره وسيادته على أرضه.
فاجتمع عليه طواغيت الأرض وقوى الاستكبار في تحالف يقوده نظام السعودية ظاهريا، ويقوده النظام الصهيوـ أمريكي حقيقة، وشنوا عدوانهم الإجرامي بهدف إعادة الشعب اليمني إلى ذل الوصاية وجلباب الخضوع لجبروتهم وطغيانهم، فأبى الشعب إلا المقاومة، ومضى على درب المواجهة بلا رجوع، وصمد بوجههم رغم نزيفه والدموع. وبقوة إيمانه وتأييد الله له بسلطانه، وحكمة قائده وربانه، نكل بحلفهم وأباد حشودهم، وأفنى عتادهم، وكسر قرن شيطانهم، ومرغ أنوفهم المستكبرة في وحل التراب، ووبال العذاب.
وخلال فترة العدوان، حاول نظام السعودية اللعين تكرار اغتيال الوطن بجريمة بشعة أخرى لرمز من رموزه، ولكن هذه المرة نفذها بيده؛ وهي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد رضوان الله عليه في يوم الخميس 19 إبريل 2017م، وهو يظن أن الوطن سيسقط بيده كما سقط بعد اغتياله الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي رضوان الله عليه، ولكن ظنه خاب وآماله ذهبت أدراج الرياح. 
فعلى الرغم من أن هذا النظام الإجرامي اغتال الوطن فعلا باغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد، إلا أن الوطن لم يسقط كما سقط في المرة السابقة، والسبب أن الشعب كان أيام الرئيس الحمدي لا يزال غافلا، وكان الرئيس الحمدي هو الساعي وحده ليحقق للشعب العزة والكرامة، وكان الرئيس الحمدي هو المجاهد الوحيد في سبيله، والمناضل من أجله. أما في عهد الرئيس الصماد فلم يكن الصماد إلا واحدا من شعب مجاهد وصامد ومناضل. صحيح أن الرئيس الصماد كان من أفضل وأحنك وأكفأ رجاله، إلا أن رجل اليمن الأول وقائد ثورته ومسيرته وعلمه ونجم عصره وربان سفينة نجاته باق في شعبه بحفظ الله ورعايته، كما أن الشعب اليوم تغير عما كان عليه في الأمس، فهو اليوم  يملك مشروعا نورانيا، ونهجا إيمانيا، وثقافة قرآنية بها يهتدي، وبنورها يبدد ظلام دروبه، ثقافة انطلق فيها لبلوغ الحرية والاستقلال، ولن يتوقف حتى ينال النصر الإلهي وتتحقق أهداف ثورته وكل طموحاته بإذن الله وتأييده.




أترك تعليقاً

التعليقات