راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

منذ قرابة خمسة أعوام والعدوان يواصل حصاره الجائر ضد اليمن واليمنيين، وسط مرأى ومسمع من العالم أجمع؛ الأمر الذي تسبب في نقص الأدوية وتفشي الأوبئة وانتشار الأمراض، كما فتك بعشرات الآلاف من الأطفال اليمنيين.
خمس سنوات أثرت كثيرا على حياة الأطفال وأسرهم. وتعكس الأرقام، التي تكشف عنها المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، الحالة المأساوية التي يعيشها أطفال اليمن نتيجة الحرب العدوانية التي يشنها النظام السعودي وحلفاؤه منذ قرابة خمسة أعوام.
أكثر من مليوني طفل خارج التعليم، ومليوني طفل يعانون من سوء التغذية الحاد من ضمنهم حوالي 360 ألفا دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد جداً، وهم يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة.
الآلاف من الأطفال اليمنيين يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل استمرار العالم بمشاهدتهم يموتون نتيجة صواريخ الموت والحصار الجائر المفروض على اليمنيين..
جميع أطفال اليمن يمثلون عيناً على هذا العالم المليء بالقبح، يرسمون اليوم على خارطة الوطن وضعاً كارثياً يسهب العالم في الحديث عنه دون أن يتمكن من وضع حد للجرائم التي تفتك بهم، يفضحون ويعرون جرائم العدوان وبشاعته وحقارته ونذالته.
أطفال يرسمون في سماء اليمن تفاصيل الجرائم البشعة التي ارتكبت بحقهم طيلة السنوات الماضية، والتي لم ولن يتم اسقاطها بالتقادم أو بالتبريرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
عدوان يقتل أطفال ونساء اليمن وبشكل متعمد، وسط تواطؤ عالمي قذر، يكذب وهو يتحدث عن القوانين الإنسانية وعن حماية حقوق الإنسان وعن مبادئ وقيم وأخلاق لا وجود لها على الواقع! 
الملايين من أطفال اليمن أدمى العدوان عيونهم وسرق بسمتهم وأحلامهم وأمنياتهم البسيطة، وحول حياتهم إلى ألم لا نهاية له ولا حدود.
ورغم الأوجاع والآلام التي يعيشها أطفال اليمن، سيستمرون في عكس الصورة الواضحة والكاملة لما حدث ومازال يحدث ويرتكب بحقهم من جرائم ومجازر بشعة، سيستمرون في الكشف عما تخفيه وسائل الإعلام الخارجية لوحشية العدوان وانتهاكاته التي لم تهدأ منذ قرابة خمس سنوات للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان ولكل المواثيق والأعراف الدولية.
وفي ظل هذه المعاناة المتزايدة التي يعيشها أطفال اليمن نتيجة الحرب العدوانية البشعة، تحتفي الأمم المتحدة في العشرين من نوفمبر القادم بالذكرى الـ 30 لاتفاقية حقوق الطفل. 
وفي هذا الصدد، قالت الممثلة المقيمة لمنظمة اليونيسف في اليمن سارة بيسولو نيانتي، إن وضع أطفال اليمن خلال الفترة الراهنة صعب في ظل استمرار الحرب، مشيرة في ذات الصدد إلى أن المنظمة ستعلن قريبا عن عدد الأطفال "ضحايا الحرب" خلال السنوات الماضية في اليمن خلال فعالية بالذكرى الـ30 لاتفاقية حقوق الأطفال وحمايتهم في نوفمبر المقبل.
وأضافت نيانتي أن منظمة اليونيسف تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية والمنظمات لإعادة ترميم وإصلاح المنشآت التعليمية التي تم تدميرها خلال الحرب، فضلا عن توفيرها لمستلزمات العملية التعليمية للأطفال بما يكفل استمرارهم في التعليم.
وأكدت ممثلة اليونيسف في كلمة لها، الأربعاء الماضي، في ورشة عمل بصنعاء نظمتها المنظمة حول توعية 20 طفلا بحقوقهم، أن واقع الأطفال في اليمن بائس في ظل استمرار الحرب، داعية كافة الأطراف إلى إنهاء الحرب والتوجه نحو السلام.
وفيما يتعلق بالأطفال المتضررين جراء الحرب، كشفت نيانتي عن تعاون بين السلطات المعنية واليونيسف لإيجاد آلية لسفر عدد من الأطفال لتلقي الرعاية الصحية في الخارج، مبينة أن المنظمة تعمل على إعادة الأطفال المشردين إلى أهاليهم والمتسربين إلى مدارسهم بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية والجهات الدولية والمحلية ذات العلاقة.
وأعربت ممثلة اليونيسيف عن أملها في اضطلاع كافة أطراف الصراع في اليمن بدورها في إيقاف الحرب التي أدت إلى وفاة كثير من الأطفال، سواء من خلال أمراض سوء التغذية أو الكوليرا أو القصف والتدمير.

أترك تعليقاً

التعليقات