منير إسماعيل الشامي

منير إسماعيل الشامي / لا ميديا - 

اليوم يئس الذين تحالفوا على اليمن فتهاوت مخططاتهم وانهارت قواهم، وعظمت حسرتهم على ما أنفقوا في حربهم وعدوانهم لخمسة أعوام.
انسحبت قوات الإمارات من الجنوب وسحبت ما تبقى من أسلحتها وكل ما أتت به.
انسحبت وعدن لم تتحول إلى دبي، بل زادت سوءً عما كانت عليه عند دخولها.
غادرت الجنوب اليمني وسلمته لنظام الرياض وتخلت عن مرتزقتها وأخلفت كل وعودها لهم، بل ورمت بهم تحت اقدام الرياض وأشباح الشرعية، فلم يعد أمامهم إلا أن يتمسكوا بوهم "اتفاق جدة" ليرتموا مرة أخرى مجبرين تحت سلطة أعداء الأمس، وأركان النظام السابق الذين حاولوا يوما التخلص منهم، وهاهم اليوم يدركون أنهم فشلوا في التحرر من تلك السلطة وهم يرون أنفسهم تحت هيمنة تلك القوى من جديد.
وكذلك هو حال كل من يفرط بعزته وسيادة وطنه ثمنا لغازٍ ومحتل، ويظن أن ذلك الغازي سيعيد له ما فرط به.
لقد استلم نظام الرياض جنوبنا المحتل وعزز تواجد قواته العسكرية فتغير المحتل وظل الجنوب تحت الاحتلال ففرح عملاؤه ومرتزقته من الإخوان وأعوانهم واغتاظ عملاء الإمارات ومرتزقتها وباتوا مجبرين على التكيف مع الأمر الواقع الذي صار مفروضا عليهم شاؤوا أم أبوا.
ربما أن المرتزقة بجميع أطيافهم لا يدركون أو ربما يتغابون أو لعلهم يتناسون حقيقة ما يجري في الجنوب، ويتهربون من الاعتراف بأن ما حدث هو تبادل إجباري للأدوار بين السعودية والإمارات فرضه عليهما الواقع المر الذي وصل إليه تحالفهم العدواني في أواخر عامه الخامس، والذي جعل نظام الرياض يهرول إلى جنوب اليمن بعد أن فقد جنوبه في محاولة لتقوية موقفه الضعيف في مفاوضاته المباشرة والجارية مع سلطة صنعاء عله يفرض فيها ويساوم بالجنوب مقابل الجنوب. 
ما يعني أن نظام الرياض لم يأتِ إلى الجنوب من أجل الشرعية ولا من أجل تنفيذ اتفاق جدة إطلاقا، وهو ما يجب أن تدركه فصائل المرتزقة، وعليهم أيضا أن يعلموا علم اليقين أن نظام الرياض سيبيعهم بلا ثمن في أي لحظة وأنه سينتقم منهم كما انتقمت الإمارات من حليفها الانتقالي لأن السعودية تعتبر حثالة المرتزقة سببا في فشل تحالفها وخسارة سمعتها وأموالها، وفضيحتها أمام العالم.
لقد دخلت في مفاوضات مباشرة مع القوى الوطنية الشريفة وليس بيدها سوى ورقتين ضعيفتين هما ورقة الجنوب وورقة المرتزقة، ومتى ما طرح لها الثمن المناسب الذي يحقق الحد الأدنى من مصلحتها بهاتين الورقتين فسوف ترمي بهما تحت أقدام سلطة صنعاء غير آسفة عليهم وستتخلص من حملهما في أسرع وقت، خاصة وهي في هذا الموقف الضعيف.
لذلك فلم يتبقّ أمام حثالة المرتزقة إلا خيار واحد يضمن لهم الفلات من هذه النهاية المخزية، وهذا الخيار هو فرصتهم الأخيرة وفي الوقت بدل الضائع الأخير لاستعادة عزتهم وكرامتهم ويتمثل بعودتهم إلى التمسك بأرضهم وأصل كرامتهم والخروج من سلطة نظام المحتل السعودي إلى ساحات مواجهته على تراب أرض الوطن الجنوبي ليغسلوا بدمائهم عار خيانتهم، فإن أبوا ذلك فما عليهم إلا انتظار جزاء سنمار.

أترك تعليقاً

التعليقات