تقاليد هوليوودية!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

دعنا يا صديقي نعقد اتفاقاً قبل أن نتحدث.. إذا أعطيتني فيلماً أمريكياً «أكشن» يموت البطل في نهايته، أكون مديناً لك بتخزينة «أبو أسد»، ولتكن هذه الصحيفة المعروفة بمصداقيتها شاهدة على كلامي.
هناك قاعدة صارمة وحازمة يتفق عليها جميع مخرجي أفلام «هوليوود» الأمريكية، وهي أن البطل لا يموت.
الخروج عن هذه القاعدة حرام، ولو حاول أحدهم الخروج عنها والمساس بحياة «البطل»، لاعتبروه زنديقاً خبيثاً مُلحدا، مارقاً عن الدين، وخائناً للعادات والتقاليد السينمائية.
انظر إلى ذلك الوسيم المدعو «توم كروز»، صاحب الشعر الأملس والطلعة البهية، لقد تعارك في أفلامه مع الأفريقيين والآسيويين والإرهابيين والمجرمين والفضائيين، ولم يستطع أي من هؤلاء هزيمته أو حتى إفساد تسريحة شعره على الأقل.
لازلت أتذكر تلك المرة التي وقف فيها بوجه طبق طائر بحجم فيلا «حميد الأحمر» ثلاث مرات، ورغم الأشعة الكهربائية المرعبة التي كان يطلقها الطبق، إلا أن المعركة انتهت بهزيمته المخزية أمام «توم كروز» المضاد للكهرباء.
أعتقد أنك تعرف سلسلة أفلام «المهمة المستحيلة» التي يلعب فيها كروز دور العميل الخارق «إيثان هانت»، ويقوم بإغراق الأساطيل الحربية في أغوار المحيطات، وإسقاط أسراب الطائرات بواسطة مسدس غلوك عيار 26، و... إلى آخر تلك الأفعال الخارقة للطبيعة والخيال...
ما أريد أن أقوله يا صديقي، هو أن الهدف من صناعة شخصيات «كروز وأرنولد ورامبو» وأمثالهم، ترسيخ صورة كاذبة في العقول العربية الباطنة للمقاتل الأمريكي، وفعلاً أصبح معظم الناس يعتقدون بقوة أن الجيش الأمريكي لا يُقهر، واليوم يمكننا القول إن أكاذيب «هوليوود» باتت حقيقة واعتقاداً، وفي المقابل ننظر إلى أحداث فييتنام الحقيقية التي مُزق فيها الأمريكيون، على أنها أكاذيب وشائعات.
هناك صناعة أخرى لا تقل خبثاً عن الأولى، وأعتقد أنها كلفت الإدارة الأمريكية الكثير.
أفضل مثال في هذا الحديث هو السعودي «أسامة بن لادن»، وأنا أخبرك بأنه سعودي من باب الاحتياط، لكي لا يتمكن أحد من خداعك وإقناعك بأنه عديم الجنسية، أقسم لك بحياتي إنه سعودي أباً عن جد.
هذا السعودي الإرهابي صنعته أمريكا بيديها، وعلمته قواعد التفجير والذبح والتكفير، ليكون أميراً لتنظيم القاعدة (الأمريكي).
أنا شخصياً أعتبر أن «حادثة البرجين» مسرحية أمريكية ببطولة النجم الشهير «بن لادن»، ولا مشكلة لدى العم سام في التضحية بجزء من الشعب الأمريكي في سبيل الوصول إلى هدف سياسته الخبيثة.
أسامة بن لادن، أبو مصعب الزرقاوي، أبو بكر البغدادي، كلهم ممثلون أوغاد يعملون تحت إمرة صاحب السمو الأمريكي، وبعد أن تنتهي مهامهم يتم إرسالهم إلى الآخرة ببساطة.
وقد بدأتُ قبل يومين في توقع الاسم الذي سيواصل الطريق إكمالاً لمشوار «البغدادي»، قد يكون «الشرقاوي»، أو «الصفراوي»، أو ربما «السعداوي»، فأمريكا تعشق الأسماء من هذا الوزن.
المهم أن الهدف من هذه الصناعة الإرهابية هو ترسيخ صورة العربي الإرهابي في أذهان المجتمعات الغربية، وبالفعل باتت مجتمعاتهم تنظر إلى أي عربي أو مسلم على أنه إرهابي، وحتى لو ارتديت سروالاً ضيقاً وقميصاً بلا أكمام، وحلَقت شعرك حلاقة الديك، وعلقت في جيدك قلادة من فضة، ستبقى ذلك الإرهابي الذي تربطه بلا شك صلة قرابة بالبغدادي أو بن لادن، هذه حقيقة متعارف عليها في شوارع أمريكا وأوروبا.
الجميع يعلم أن «هيلاري كلينتون» قالت في مذكراتها إن داعش وتنظيم القاعدة صناعة أمريكية، لكنهم يقولون إنها مهرطقة تبتدع الخرافات، تباً لهم.
أنا أؤمن بأن أمريكا صنعت «توم كروز» لتخيفنا، وأؤمن أيضاً بأنها صنعت «بن لادن» لتجعلنا مخيفين، وإن أردت تغيير اعتقادي فاعطني الفيلم الذي أخبرتك عنه سابقاً.

أترك تعليقاً

التعليقات