عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة  / لا ميديا -

بكل الأبعاد الدينية والمعرفية والشعبية والسياسية والعسكرية، دشن خطاب السيد القائد بمناسبة المولد النبوي الشريف مرحلة جديدة من مراحل استحقاق الصمود والثبات اليمني، الانتصار اليمني المشرف، الانتصار اليمني الذي ارتبطت تضحياته وبطولاته وصموده وثباته ارتباطا كليا بوعي معتمد على الله، وقيم متمسكة بأوامر ونواهي كتاب الله، ومشروع سوي للتغيير بسنن الله، والذي وصل اليوم لأن يلجم كيان العدو الصهيوني من اليمن والشعب اليمني وعلى لسان القائد اليمني، الذي هدد كيان العدو "الإسرائيلي" بضرب مواقعه الحساسة إذا فكر بشن حرب على اليمن.
خطاب السيد القائد أعلن تطور الهيبة والقوة اليمنية في تأكيده على أن الموقف اليمني المعادي لـ"إسرائيل" هو موقف مبدئي وأخلاقي والتزام ديني، وبلغة صارمة وواثقة معلنا بأنه إذا تورط العدو "الإسرائيلي" ضد الشعب اليمني فلن تتردد القيادة والجيش والشعب اليمني بإعلان الجهاد وقصف مواقع حساسة جداً للعدو الصهيوني..
الحضور الجماهيري اليمني وترتيبات الاحتفال الشعبي المشرف والمنطلق من الولاء الإيماني هو الأمر الذي تفاخر به السيد القائد، ليصبح تقليدا يمنيا سنويا، وليكون هذا التفاعل الشعبي نقطة انطلاق للتعبئة والاتباع لرسالة الهدى المحمدية، لمحاربة الواقع الظلامي الذي تفرضه دول الظلام والعدوان، وإصلاح الخلل الذي أصاب وعي وقيم ومشروع البشرية اليوم.
أهم ما قدمه خطاب السيد القائد هو تلخيص الدروس المستفادة من سيرة الرسول صلى الله عليه وعلى آله، وكيف منحت النجاح والتغيير الذي صنعه رجال مركز مدينة الرسالة المحمدية، وما صاحب ذلك من تحول عسكري وثقافي شعبي كبير، وفي وقت قصير، غير الخارطة العالمية كلها، ملخصا سر قوة الرسالة المحمدية والنجاح بتحقيق التفاف المجتمع حول الرسول ونشر الرسالة وتحقيق أهدافها بعد أن امتلك المجتمع عناصر القوة والتأثير من إيمانه واتباعه لهذه الرسالة.
عناصر القوة والتأثير في تعزيز الإيمان باتباع الرسالة المحمدية، تأتي من كونها رسالة الله ودينه الحق التي تحظى بتأييد الله ونصرته لها، والأمة والشعب والمجتمع الذي يلتزم بها ينصره الله، وأن دين الرسالة المحمدية هو دين الفطرة الإنسانية. وعندما تصل هذه الرسالة بشكل صحيح للناس فإن الناس يتبعونها ويؤمنون بها، كما أن المؤهلات الأخلاقية والمعرفية العالية التي منحها الله سبحانه وتعالى للرسول صلى الله عليه وعلى آله في تقديم هدى الله، بالإضافة إلى أن خصائص الرسالة ممنوحة من الله وحكمته، وبالتالي فهي شاملة للإنسان في تصحيح فكره وثقافته وهي نور الله لتزكية النفس البشرية وإصلاحها وبنائها لسلوكه وحياته. وهي بذلك الطريقة الوحيدة لإنقاذ البشرية، ويأتي أهم أسرار الرسالة كونها محفوظة بالقرآن الكريم لتكون صالحة لكل زمان ومكان، لأن القرآن هو الحق الخالص الذي يكسب الإنسان الوعي والمعرفة والحكمة، ولا نجاة إلا باتباعه.
انطلق السيد القائد بخطابه من اليمن للأمة محذرا شعوب الأمة من الحرب التي تعتمدها أمريكا و"إسرائيل" بالتضليل والإفساد ونشر الفوضى والأزمات، والهادفة لمصادرة الحريات والاستقرار واستعباد الشعوب، ولمواجهة ذلك أكد السيد القائد على دعوة شعوب الأمة إلى التمسك بالرسالة المحمدية والتمسك بالقرآن الكريم مع العناية بالتثقف وفك كل الارتباطات بالمجتمع الغربي، وداعيا الشباب إلى الحذر من تلقي التضليل الثقافي والفساد الأخلاقي في الإعلام، معلنا وجوب التحلي بالوعي، وعلى شعوب الأمة أخذ الحيطة والحذر لما يحدث من تضليل يخدم أعداء الأمة، داعيا الحكومات أن تتقي الله تجاه شعوبها وأن تدرك أداءها الفاشل.
أما البعد السياسي للواقع الذي يرهب العدو ويشرح للناس مشروع الحق فقد نصح السيد القائد دول العدوان بوقف العدوان والحصار على اليمن، مؤكداً أن اليمن قيادة وشعبا وجيشا لن يتوقفوا عن مواجهة العدوان إلا بنيل التحرر واستقلال القرار، ومؤكداً أن الموقف اليمني الثابت من العدو "الإسرائيلي"، هو موقف إنساني وإيماني وديني لا يمكن التخلي عنه، وأن من يسعى بالحروب والحصار لإرغام اليمنيين على الخضوع فهو يسعى للمستحيل، ونهايته هي الهزيمة والخسران، وأن من يعادي ويعتدي على اليمن يتحمل المسؤولية، لأن استمرار العدوان على اليمن يعني استمرار الحق اليمني في تطوير قدراته العسكرية وتقدمه الميداني.
في ختام خطاب السيد القائد وفي لفتة القائد وبناء المشروع اليمني، دعا الجهات الرسمية إلى تصحيح الوضع الإداري ومكافحة الفساد وتحقيق العدالة والأمن وتفعيل الرؤية الوطنية متمسكا بتأييد الشعب اليمني واستمراره في مسيرة الحرية والاستقلال، كاشفا فساد دول العدوان ومرتزقتهم الذي وصل لسرقة 120 مليون برميل من النفط اليمني، وما يقارب 12 تريليون دولار تكفي لصرف مرتبات 12 عاماً..

أترك تعليقاً

التعليقات