لهذا ننتصر
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -

لكل مواجهة مع أعداء الله وأعداء الأمة موجبات نصر وموجبات هزيمة، ونحن كأمة طفقت منذ السقيفة الابتعاد عن هدي ربها وطاعة نبيها شيئا فشيئا لتنحرف عن كتابها إلى غيره ونبذته وراء ظهرها في معظم فترات عمرها واستعاضت عنه بما دونته بيدها وجعلته بديلا مقدسا عن كتاب هديها الحق، إن لم يك ذلك تأسيا بأمم سبقت حرفت كتبها وكتبتها بأيديها وقالت هو من عند الله فهو لنجاح اختراقهم لها لتضل عن هدي ربها ونبيها صلى الله عليه وعلى آله وتعاليمه وما تلاه عليها، وما علمها من الكتاب والحكمة (القرآن الكريم) وتتحول عنه لما كتبته بيدها فخلطت بين حق وباطل منعها الارتباط بالله ورسوله ارتباطاً إيمانياً حقيقياً صحيحا يقودها لوعي وإدراك بما لها وما عليها فأضاعت الحكمة وأغفلت الأبواب المؤدية لزكائها والموجبة لقوتها ونصرها، وعزتها، وكرامتها فتحولت عما يحييها إلى ما يميتها.
وما زاد الشق والهوة بين الأمة وكتابها وهدي ربها هو أن حكامها طغوا فيها وتألهوا عليها وكرسوا انحرافها خدمة وموالاة لأعدائها فدفعوا بها نحو ضعفها وذلتها وموتها بإبعادها عن منهجها القرآني سر قوتها وانتصارها، قال تعالى "لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين" آل عمران آية (164).
لقد انتهج كثير من قادة الأمة سياسة أبعدتها عن منهج الهدي بل وقفوا ضده في كثير من الأحيان. وخير مثال ما تعيشه حاليا في ظل تعاليم دين جماعة الإخواوهابية الماسونية المخرجة للأمة من دينها وإخضاعها كليا ليس لموالاة اليهود والنصارى بل لحكمها الفعلي من قبل اليهود والنصارى.
هذه الجماعة التي صنعها الاستعمار الصهيوني الغربي لتحل بفكرها ودينها محل دين الإسلام الذي جاء به رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله.
ولم تكتف بذلك، بل ناصبت الرسول العداء لتحرم حتى الاحتفاء بمولده فجعلت الاحتفاء به بدعة والبدعة ضلالة والضلالة في النار...الخ، إمعانا منها في منع الأمة من الفرحة بنبيها، والله يقول "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون" يونس آية (58)، ويقول: "وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين" الأنبياء آية (107).
وذلك لأن صانع الجماعة وفكرها يعلم بأن سر قوة الأمة وانتصاراتها هو في ارتباطها بالله وبرسوله وهديه، والحمد لله أن بعث فينا قيادة واعية مدركة عظيمة من آل بيت رسوله مرتبطة بمسيرة قرآنية على نهج نبينا صلى الله عليه وعلى آله أحيت فينا ما عمل أعداء الله وأعداؤنا على تمويته فينا دهرا وتقود أمة الأنصار والأمة كلها نحو عزتها وكرامتها وانتصاراتها العظيمة.

أترك تعليقاً

التعليقات