وعي المواطن وغباء النخبة
 

عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا - 

يتحرك اليوم وعي المواطن اليمني البسيط تحركاً إيمانياً وبإدراك وطني، ملما بأن بلده دخل مرحلة بناء الدولة التي تتمتع بـ(الحرية والاستقلال والقوة والهيبة والعدالة)، بينما عقلية النخب الإدارية والسياسية والثقافية، عاهمة في غيها، في حالة تعفن فكري، متورمة تطفو فوق مياه سياسية آسنة، تحمل جثثاً تتكاثر حولها كافة الحشرات والبعوض الناقلة لمرض انتهازيي السلطة والثروة.
هذه النخب الميتة تطل علينا يوميا كنجوم مسؤوليات ومناصب باسم أنصار الله والمسيرة القرآنية، ولم تدرك حتى اليوم تحرك الوعي الشعبي اليمني الموازي لمشروع القائد اليمني، ولا تعي أنه أصبح لزاما عليها إما أن تعترف لهذا الشعب والقائد بقيم وأخلاق التقييم الذاتي للمسيرة القرآنية، وتعيد الاعتبار للوعي الشعبي ولقيم ومشروع المسيرة القرآنية وقائدها، أو أن تتراجع عن ذلك وتسقطه من قائمة المشروع والقيم والأخلاق التصحيحية والالتزام الديني والسياسي والتنظيمي لأنصار الله، وتفتح الباب على مصراعيه لخروج كل من يرتكب خطأ دون عقاب له، أو من يمارس الفشل للعودة دون الاعتراف بذنبه.
تخيلوا إذا ما تم فتح الباب لخروج المخطئ دون عقاب، وعودة الفاشل دون الاعتراف بذنب، ألا يعني ذلك أن كل من انطلق وتحرك مؤمنا بوعي وقيم ومشروع أنصار الله والمسيرة القرآنية، لا يحق له تقييم ولا نقد ولا محاسبة ولا معاقبة أي مسؤول أو سياسي أو مثقف، لا الذين أفسدوا وضلوا وضللوا على سلطة وحكومة صنعاء ولا الذين اتخموا بالخيانة والعمالة والارتزاق في فنادق الرياض وأبوظبي؟! يعني ألا يحق للشعب اليمني تقييمهم أو محاسبتهم أو معاقبتهم على أي جرائم أو أخطاء أو تجاوزات أو فساد أو فشل، ودفع ثمنها الوطن والمواطن اليمني أرضا وأرواحا ودما وجوعا وقهرا؟.. 
إن الخروج الشعبي اليمني المهيب والمدهش في المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام، لخير دليل على مواكبة تحرك الوعي الشعبي والقيم اليمنية بالتوازي مع مشروع خطاب السيد القائد، وإن خمسة أعوام من الثبات والصمود والتحدي اليمني ليست من فراغ، بل إنها استيعاب شعبي للوعي بهدى الله، وتمسك شعبي بقيم كتاب الله، وسعي شعبي لتنفيذ وبناء مشروع دولة يمنية قوية وحرة ومستقلة ومهابة وعادلة.
وحدها النخب اليمنية التي تتراجع بذل وضعف عن تقدم عزة وقوة وعي المقاتل اليمني وقيم الشعب اليمني ومشروع القائد اليمني، نخب فكر وسياسة وثقافة ودراسات وبحوث محسوبة علينا ولم تدرك بعد ما أدركه المواطن اليمني البسيط، الذي أدرك مبكرا أن "الضعف" هو ألا تمتلك شيئا تهدد به، أو تراهن عليه، أو تغامر به، أو تقايض عليه، أو تساوم به. لدينا نخب محاصصة، لا تمتلك من المعرفة سوى تلك المعرفة التي تقنعها بمقام منصبها الوظيفي وضميرها المالي.
علينا، كمواطنين يمنيين، إذا أردنا اللحاق بركب الانتصار اليمني العظيم والقائد اليمني العظيم والمسيرة اليمنية العظيمة، علينا أن نتعلم دائما ألا تخدعنا النتائج التي تجرعنا إياها تلك النخب الانتهازية، وخاصة أنها مقطوعة الصلة بمقدماتها الزائفة عنا، علينا أن نتعلم رفع صوت الوعي ونحث المسير خلف قيم شعبنا ومشروع قائدنا، نتعلم أن الصمت في أوقات الانتصارات والأزمات والمراحل الكبرى ليس حكمة، بل عجز وجُبن وانتهازية نخب خبيثة، نتعلم أن الطريق إلى الحرية تكتنفه المخاطر والمصاعب والتضحيات، وهو طريق معروف للجميع، ولا يتجاهله إلا الجبناء، ولا يدعي عدم معرفته من النخب الثقافية والسياسية والإدارية إلا الانتهازيون.

أترك تعليقاً

التعليقات