شيفرة الغاز
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -

نعلم أن تحالف العدوان دائماً ما يحتجز السفن عرض البحر ويمنع دخولها إلى ميناء الحديدة، في مسعى لتضييق الخناق على شعب، يزعم شن الحرب «لإعادة سلطته الشرعية» التي تبيح محاصرته وإذلاله و«لتحريره وصون سلامته» بقصفه وقتل وجرحه وتجويعه وتشريده!
ونعلم أن الحصار يشمل سفن نقل المشتقات النفطية والغاز المنزلي والسلع الغذائية والدوائية رغم تفتيشها وترخيصها أمميا. لكننا نعلم أيضا أن ضغوط عمليات الجيش واللجان والضغوط السياسية على الأمم المتحدة تفضي إلى إطلاق سراح السفن.
مع ذلك، لا نعلم أسباب تعثر انتظام آلية شركة الغاز، واستمرار أزمات تموينه بحكم الألغاز! ولماذا لم تنتظم كما آلية شركة النفط لتموين محطات المحروقات خلال احتجاز السفن (برنامج الطوارئ)؛ وخلال توفر المشتقات وإطلاق سراح سفن نقلها؟!
ألغاز «الغاز» تزداد إلغازا في فترات احتجاز التحالف السفن، وبعد إطلاقه سراحها، رغم فتح حكومة الإنقاذ باب استيراده من دون أي رسوم جمركية أو ضريبية وغيرها، بجانب استمرار تدفق كميات الغاز من محطة شركة صافر في مأرب، وبسعر 70٪ من سعر البيع.
اعتمدت شركة الغاز آلية التوزيع عبر عقال الحارات، وإن صرح وزير النفط مؤخراً باستبدال هذه الآلية بآلية جديدة، وهي توفير الغاز في محطات التعبئة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، بجانب آلية تموين طرمبات محطات السيارات والباصات وتموين المطاعم وتوزيع شاحنات للبيع المباشر (لم أشاهدها بعد). لكن ورغم تعميم الشركة كشوفات تموينها، لاتزال أزمة تموين الغاز المنزلي مستمرة!...
الواضح إذن أن هناك خللاً كبيراً. إذ لا يعقل أن تستمر أزمة تموين الغاز بالتوازي وتعميم الشركة كشوفات تموين عقال الحارات وشاحنات البيع المباشر! الواقع أن شكوى المواطنين من هذه الآلية واسعة ومسموعة حدا يبلغ الآفاق ويستدعي جل الإشفاق.
الحل إذن تغيير آلية التموين بأخرى تزيل مكامن الاختلال وتسد منافذ الخرق والعبث والاستغلال، ولا تسمح بأية شبهة استغفال أو فسحة اهتبال لكميات التوزيع أو أية فرصة لاستثمار ظروف الحرب وتكديس الأموال الحرام من أرباح السوق السوداء العضال!
أرى، وأجري على الله، أن توفر شركة الغاز الرسوم المضافة لأجور نقل أسطوانات الغاز إلى الحارات والأحياء والمطاعم وأتعاب العقال والمندوبين والموزعين والمشرفين، وتتولى بنفسها البيع عبر تموين مباشر للمواطنين والمطاعم ومحطات المحروقات.
أعني أن تتولى شركة الغاز تموين طرمبات محطات المحروقات وتعبئة أسطوانات غاز المنازل والمطاعم، عبر قاطرات أو خزانات أصغر بحجم وايتات المياه وخزاناتها، تطوف الحارات، أو تعبئ خزانات غاز ثابتة، تتولى تعبئة الأسطوانات ببطاقات تموين.

أترك تعليقاً

التعليقات