في بنية «الشارع»
 

خالد خداج

خالد خداج - كاتب لبناني -

لم يعد ممكناً القول: الشارع؛ الشارع اليوم هو مركّب اجتماعي متعدد.
- هنالك قبل كل شيء منظمات المجتمع المدني، الممول معظمها عبر برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ومعهم حزب "سبعة"، و"بولا". إنهم ليسو قوة كمية، إنما نوعية مدربة على توجيه الثورات الملونة.
- حزب الكتائب والقوات اللبنانية نجحوا في توجيه الشارع باتجاه العهد والمقاومة، يحملون أجندة استعادة الشارع المسيحي، تمولهم دول خليجية، أدوات الانقلاب.
- تيار المستقبل، والأصح المناخ السني السعودي، وهو ليس بالضرورة سعد الحريري، إنهم صقور المستقبل المرتبطون مباشرة بالأجندة السعودية الأميركية للانقلاب والتقدم بأجندة سلاح المقاومة، ونشر اليونيفيل (قوات حفظ السلام) على الحدود، والصلح مع "إسرائيل". الحريري دمية في مهب الريح.
-الشيوعيون هم بدورهم قوة كمية متوسطة الحجم، إنما نوعية أيضاً، هم القوة شبه الوحيدة (مع أسامة سعد ربما) الذين في الشارع، بعيدون عن أجندات السفارات، لكن هذا الجسد الشارعي تتجاذبه ثلاثة اتجاهات داخلهم، أحدها ليس بعيداً عن الـ (ان جي اوز) أو ربما ممول مثلهم، ثانيها الشارع العوني الذي ارتبك في المرحلة الأولى، ثم أعاد تظهير قوته الشعبية، أما ثالثها فهو شارع بيئة المقاومة وحلفاؤها، وهو الشارع الأكبر كماً ونوعاً، والذي لا يزال خارج الشارع.
إذاً هنالك تحالف شارع 14 آذار الذي أصبح القوة الأكبر على الأرض وبات يدير معظم اللعبة، وهنالك تحالف 8 آذار الذي لم يقرر النزول وإحداث التوازن، وهنالك الشيوعيون الذين باتوا يدركون جيداً صعوبة إبقاء الشارع غير متاثر بأجندات القوى السلطوية، ومنع تحوله إلى قوة موجهة في وجه العهد والمقاومة بما هي حرف عن أهدافه.
أما الناس الموجوعة والمتألمة والبريئة فهي السفينة التائهة التي عليها أشرعة متعددة تتجاذبها حتى تكاد تحطمها.
*  كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات