النفط كسلاح للغرب ضد المنطقة
 

وائل إدريس

وائل إدريس - كاتب يساري ليبي -

الدور السعودي الوظيفي للغرب في جعل النفط سلاح الغرب ضد شعبنا العربي والمنطقة بأسرها، بل بدون أدنی مبالغة ساهم في تحولات كبيرة علی مستوی العالم لصالح الامبريالية، من اليمن إلی جنوب أفريقيا وليس انتهاءً بالعراق وليبيا.
حدث ذلك في سبتمبر 1985 عندما أعلن أحمد زكي يماني، وزير النفط السعودي آنذاك، زيادة الإنتاج النفطي من السعودية، حيث زادت أربعة أضعاف صادراتها وتراجعت الأسعار بنفس القيمة، لإضعاف قدرات الاتحاد السوفييتي الذي كان يخسر 20 مليار دولار سنويا، مما اضطره للوقوع بين ثلاثة خيارات، هي:
1 ـ خيار العودة إلی ما قبل الحرب العالمية الثانية من خلال حل حلف وارسو، والارتباط مع دول أوروبا الشرقية وإلغاء التبادل بالنفط والغاز مع دول الكتلة الشرقية.
2 - تقليل حصة الواردات من الغذاء بنفس القيمة التي خسرها من تراجع أسعار النفط.
3 - تخفيض العمل والإنتاج في المجمع الصناعي العسكري.
بتجاهله لكل ذلك، جاء عام 89 والاقتصاد السوفييتي منهار تقريبا بخسارتهم لـ100 مليار دولار بقيمة ذلك الوقت. ونتيجة لذلك احتاج لقروض كبيرة لم يتحصل عليها، تلقى بعدها الاتحاد السوفييتي تحذيراً أخيراً من "دويتشه بنك" ومن شركائه الدوليين بأن الأموال لن تأتي من مصادر تجارية. بدلاً من ذلك، إذا كان الاتحاد السوفييتي بحاجة ماسة إلى الأموال، فسيتعين عليه بدء مفاوضات مباشرة مع الحكومات الغربية حول ما يسمى بالائتمانات ذات الدوافع السياسية، كذلك قطع أطراف ليبيا خارجها وتسهيل دور حبري في تشاد، من جانب آخر تعزيز الديون العراقية وإضعاف القدرات الإيرانية.
ثم في عام 1990، عندما عمل السعوديون علی تخفيض الأسعار كوسيلة لتدمير ما تبقی من الاتحاد السوفييتي الذي كان يترنح يومها، والذي كان يطيل في وجوده حجم الإنتاج النفطي الذي يملكه فقط، وهو السبب الذي دفع السوفييت للاستدانة عام 1991 من السعودية وأرتبط هذا بقبولها للقرارات الأممية التي ضربت العراق ـوهي ذات الأسباب التي دفعت صدام حسين بشكل حاسم لدخول الكويت بالمقابل- كما أدخلت السعودية مع أموالها دعاتها الإسلاميين بالمشاركة مع مصر، متحدثا عن ذلك بندر بن عبد العزيز بشكل يعبر عن الحالة التي وصلها الاتحاد السوفييتي آنذاك، بأن الملك فهد يرغب مع دعم الحريات في الاتحاد السوفييتي إلى دعم أكل الناس وشرابهم، ثم قرارات لوكربي في حصار ليبيا التي لم يستطع يلتسين رفضها، ثم في عام 1998، عندما تم تخفيض سعر النفط من جديد من 25 دولارا إلى 12 دولارا، مما أدی إلى تخلف روسيا عن سداد ديونها الغربية والدولية.

* كاتب يساري ليبي

أترك تعليقاً

التعليقات