فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

حدثت قطيعة بين النظام الهالك وشعب الجمهورية اليمنية، وسببه أن الدولة في جهات، والشعب في جهة، وكل يتربص بالآخر. بعبارة ثانية أن الشعب لم يلق ما يستحق من الرعاية أبداً، مما جعله ينفطر ويثور، حتى أن النظام القاتل أخفى -حتى الآن- القتلة، وواجهه الثوار بصدور عارية، فواجهه القتلة بالرصاص! ولم يزل السؤال: أين العدالة لتقتص من الجناة؟! 
ما يعرفه الشعب أن القتلة هربوا إلى معسكر الفرقة، ثم ماذا؟ لا ندري! ولماذا قامت ثورة 21 أيلول/ سبتمبر بقيادة أنصار الله؟ شغلت الثورة والثوار بخمسين جبهة حرب، مع أن هذا لا يبرر السكوت عن القضية. أما ما يقترحه الشعب، وهذا موضوع آخر، أن تسقط الحكومة التي أصبحت في رأي الشعب (فضلة) لا معنى لها، ويقترح الشعب أن تُوفر ميزانية الوزارات للدفاع والأمن للصمود أمام عشرات الجبهات، بل أمام العالم.
أما مبررات إسقاط الحكومة، فلا يحصيها العدد، فهناك مشاكل المؤجرين مع أعدائهم المستأجرين، ويفهم المستأجر أنه سيحاول يوفر ألفين أو ثلاثة زيادة لعدوه المستأجر منه، ولكن أن تصبح الزيادة ضعف الإيجار، فهذا لا يرضي الله ولا رسوله ولا أنصار الله، ويذهب المستأجر لقسم الشرطة ليقال له: إما أن تدفع، وإما أن تخرج، ومبرر الدفع أو الخروج أن رئيس قسم الشرطة ربما يكون صاحب العمارة! فمن يقف مع هذا الضعيف، ومن يحميه؟!
إن الأمور لو صارت هكذا، فإنه سوف يضاعف السلبيات التي تتراكم ليحدث الانفجار، أما المشكلة الأكثر خطورة فهم رؤساء أقسام الشرطة، وبوضوح كامل إن معظمهم فاسدون، وإذا نظرت إلى أفضلهم فهو عاجز ضعيف لا تتجاوز أوامره عتبة قسمه! والحل الأمثل تغيير الضعفاء -أستغفر الله- تغييراً كاملاً وحاسماً لأقسام الشرطة، فهذه الأقسام أصبحت عبئاً على الدولة والمجتمع، وانعدمت الثقة بين المواطن والأقسام "أقسام الشرطة"، ويبالغ المواطن إلى درجة التحدي، إن كان هناك قسم شرطة دون رشوة أو سلبيات كثيرة، والسؤال الآن من يحمي المواطن المستأجر من عدوه اللدود "المؤجر"؟ بل من يحمي المواطن من أقسام الشرطة؟ ومن العيب أن يرفض جندي القسم أوامر رئيسه لتنفيذ توجيهات الدولة بحجة أنه لا يستطيع الذهاب إلى المكان المحدد لأنه لا يملك أجرة "الدباب" والله المستعان!

أترك تعليقاً

التعليقات