فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

هناك دعوة ملحاح لاتخاذ أمانة العاصمة ما ينبغي إزاء الألوف من قطعان الكلاب المسعورة التي أعجزت كثيراً من المشافي عن تدارك ما يصيب أطفال وعجائز من عضاتها المميتة نتيجة عدم توفر السموم والإبر. فهناك عشرات بل مئات الحالات من الوفيات في ذمة الكلاب. في أمانة العاصمة فقط 70 ألف كلب جائلة بسبب جوعها وجوع جرائها. ونحن لم نقم بإحصائها، فالرقم أكبر وبلغ حداً منع كثيرين من أداء صلاة الفجر خوفاً من هذه الكلاب المسعورة وخروج الأطفال لشراء حاجات أسرهم الضرورية مساء.
وإذا كان هناك من يندفع تجاه معالجة هذا الموضوع فهو المجلس المحلي في أمانة العاصمة. وقد استمعت إلى مبرر للتراخي في متابعة موضوعنا هذا فلم أقتنع به، وهو عدم توفر سم الكلاب والإبر القاتلة الآن الملايين من الريالات كافية لتوفير السم والإبر، ولو اضطرت الجهة للحديث مع جريفيتث الذي يشتبه به أهل اليمن بأنه لم يستطع –كما يقال- الصمود أمام ملايين الريالات والدراهم وتحت إغراء وإغواء تمديد وظيفته إلى آجال غير مسماة!!
وملاحظة ظريفة أبداها صديق وهي أن لأمانة العاصمة موضوعات أكثر أهمية تقع في مجال اختصاصها، وهي مساءلة القائمين على صرف الملايين لهذا الغرض الذي ينبغي التأكد منه، كيف صرفت؟ و...؟ و... الخ؟
وأنا أسأل سؤالاً له أهمية تساوي خطر الكلاب المسعورة والضالة لا أعرف لمن يوجه باعتبار هذه الكلاب أخطر سعاراً وضلالاً نجدها في كثير من مؤسسات دولة الجمهورية اليمنية، وهو أمر لن يكلف غير إجراء بسيط، وهو عزل المسعورين الضُلّال (على وزن فُعَّال، بضم الفاء وتشديد العين جمع ضال) بعد محاكمة عادلة، وهو ما لا تستطيع أي مؤسسة بحجم وزارة العدل نفيه وإنكاره مع وجود وزير يحرص على النزاهة من أن تفسد مؤسسة أي مؤسسة في الدولة الجمهورية السبتمبرية الفتية.
إن عشرات بل ألوفاً من أطنان القمامة تعد مناجم تغري الكلاب بالتغذية لها وللحشرات القاتلة والزواحف المميتة، مما يجعل المواطنين في خطر. والمفارقة المضحكة أن هناك حركة هجرة للكلاب من الريف إلى المدينة صنعاء. وأخطر من الكلاب ضوارٍ من بني آدم مولعة بالرشوة وأكل حقوق الناس بالباطل. والرجاء من المكلفين القائمين على البلاد والعباد مراقبة هؤلاء الضُلّال، فخطرهم أبلغ في الفساد والإفساد، وخاصة في مجال العدل والقضاء.

أترك تعليقاً

التعليقات