السؤال الأهم لجريفيتث!
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / #لا_ميديا -

الزيارات المتكررة التي يقوم بها مارتن غريفيتث لصنعاء، والتي آخرها أمس الاثنين، وتأتي بعد أقل من شهر على زيارته إلى صنعاء، توحي بأن تطورات في المشهد التفاوضي أو الميداني في طريقها للظهور، غير أن الكثير من المتابعين لا يعيرونها أهمية أكبر، مستندين إلى عام كامل مر على مشاورات ستوكهولم، ولم يحدث شيء، وكل الأطراف تعلن فشله، وبالتالي فشل المبعوث الأممي في مهمته، وعلى القوى الوطنية المقاومة للعدوان المضي في إجراءات لا تخرج عن هذا السياق، يقول حميد عاصم، وهو عضو الوفد الوطني المفاوض في كل من مشاورات جنيف والكويت والسويد، إنه وعقب تعيين مارتن غريفيتث قال وبكل وضوح أنا بريطاني الجنسية أوروبي الهوى، جئت لأحقق مصالح بريطانيا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام.. وهذا التصريح وحده كان كافياً لأن تُعلن القوى الوطنية على وجه الخصوص رفضها لغريفيتث، على اعتبار أن الطرف الآخر لا يملك من الأمر شيئاً، بدليل أن حميد عاصم، وفي تصريح تلفزيوني يكشف -أيضاً- أن الطرف الآخر لم يعرف بالاتفاق ومضامينه، وقد تمت مناقشة محتواه مع وفد سعودي، ولكن ولكي لا يظهر المرتزقة بمظهر غير المستوعب لما يجري، أعلن ترحيبه بالاتفاق بعد تصريحات أعقبت الإعلان عنه برفضهم، غير أن ضغوط غريفيتث جعلتهم يعترفون، ولكي لا يظهروا بمظهر غير الواعي بما يعمل من حوله وباسمه، بعد عام على اتفاق السويد، تم إعلان تحييد طائرات العدوان عن الأجواء اليمنية إلى حد كبير، ولم تعد مستباحة أو آمنة لهم، ولكنه وللأسف ولحسابات تقدرها القيادة في صنعاء، تتم استباحة أجواء صنعاء من قبل طيران مبعوث الأمم المتحدة، مع علم الشعب والقيادة أنه يعزف على نفس موال دول العدوان، ويسعى لتنفيذ أجندتها في إجهاض محاولة إطلاق المرحلة الثالثة من الخيارات الموجعة.
لقد استوعب بنو سعود وعيال نهيان، ومعهم المبعوث الأممي، ومن خلفهم واشنطن، مدى الوجع الذي يمكن أن يصيب أبوظبي والرياض، وما استهداف "أرامكو" وعملية "نصر من الله" سوى دليل واضح على ذلك. 
غريفيتث اليوم يعود إلى صنعاء حاملاً معه ملفات قديمة جديدة يسعى من خلالها إلى اكتساب مزيد من الوقت عبر صرف الوعود والأمنيات في إحراز تقدم بشأن ملفاته. كما يسعى من خلال الزيارة إلى طمس مصطلح الفشل الذي تردد كثيراً في إعلام الأطراف، لمعرفته أن القول بفشل مشاورات ستوكهولم يعني فشل المبعوث في مهمته.
عندما يتم توصيف المشهد وتحليل النتائج بعد عام على الاتفاق، لا يمكن لأي متابع أو محلل مضاعفة جهوده في التدقيق وقراءة ما بين الزيارات، وإنما أخذ عينة بسيطة كقضية رفع الحصار عن مطار صنعاء، والتي لها تداعياتها الكثيرة وانعكاساتها الكبيرة على الجانب الإنساني قبل السياسي، فهل استطاع غريفيتث ومن معه رفع الحظر عن المطار؟
وإذا لم تكن قضية المطار ضمن مشاورات السويد، هل يمكن لغريفيتث أن يتحدث حول تفاهمات تعز أو ملف الأسرى؟ 
يعمل المبعوث الأممي على التأصيل لوضع رخو لا يلوم أحداً ولا يحرز تقدماً في أي من الملفات، ولهذا على القوى الوطنية تحديدا أن تطالب المبعوث بالإجابة على السؤال الأهم وهو: لم يتم إحراز أي تقدم في كل الملفات، وهذا يعني أن هناك من يعرقل، فمن هو المعرقل؟ وعلى المبعوث أن يجيب هل هو الطرف الآخر، أم الأمم المتحدة ومعها دول العدوان، أم القوى الوطنية، وساعتها لكل حدث حديث! هذا إن أردنا الخروج من معمعة مبعوث الاحتلال البريطاني إلى اليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات