الأويغور لعبة غربية
 

كارلوس شهاب

#كارلوس_شهاب - كاتب عراقي / #لا_ميديا -

من بين عدة قوميات مسلمة في الصين (وهي من الأكبر إلى الأصغر: الخوي/ الهوي، الأويغور، الأوزبك، الطاجيك، القازاق، التتار، الدونغشيانغ، وسالار)، يجري التركيز الإعلامي غربيا على مسألة الأويغور، وجعل "التضييق" الذي يتعرض له الأويغور لهويتهم الإسلامية وليس لنزعتهم الانفصالية بما هي مشروع تفتيتي.
فجميع القوميات المسلمة يُسمح لها داخل الصين بممارسة شعائرها وبناء مساجدها بكامل أريحية، ولديها شبكات خاصة من المدارس الخاصة، ويتمتع بعضها بحكم ذاتي، مثل "السالار" في محافظة "شينوهوا"، ويسمح بممارسة لغتهم السالارية المنطوقة؛ إلا الأويغور، بسبب نزعتهم الانفصالية. ترجع هذه النزعة إلى أصول سابقة على الحكم الشيوعي في الصين، فقد خاض الأويغور عدة حروب انفصالية حسب المعروف، أولها عام 1855 بقيادة "يعقوب بك" وأعلنت استقلال "تركستان الشرقية" عام 1865 ثم عادت للصين عام 1875.
عام 1931 في الحكم القومي (الكوميتانغ) أعلن خوجا نياز حاجي وعبد القادر ثابت داملا قيام "جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية"، والتي سرعان ما أسقطتها الصين القومية، وأعدمت قادة الانفصال وكل من شارك فيه. ومنذ قيام الحكم الشيوعي في الصين عام 1949 يشكل الأويغور من بين كل القوميات المسلمة فتيل الأزمات التي تجلت بشكلها القاعدي المعروف باسم "الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية" والتي تأسست عام 1993 وتدرب عناصرها في معسكرات وزيرستان التابعة لطالبان شمال باكستان ثم فرّخت "الحزب الإسلامي التركستاني" الذي يحمل علم الاستقلال الأويغوري وذراعه "الحزب الإسلامي التركستاني في سوريا" والذي يقاتل عناصره الأويغوريون في سوريا وكذلك قاتلوا في العراق عام 2014.
يدعم الحزب الإسلامي التركستاني من خلال وكالة الاستخبارات الأمريكية والباكستانية والسعودية وتركيا. وكانت شخصية تعرف باسم "أبو صهيب الأنصاري" هي حلقة الوصل بين الجهات الداعمة والحزب الإسلامي في سورية. ومن أبرز داعمي الحزب الإسلامي التركستاني في سورية هي تركيا التي دأبت منذ العام 2000 على دعم كافة الحركات الانفصالية التركية -عرقيا- في آسيا ضمن مشروع "بان تركيزم" القاضي بوحدة الدول والحركات المنتمية عرقيا وثقافيا للشعوب التركية القديمة.
*كاتب وباحث عراقي.

أترك تعليقاً

التعليقات