البدر يفتتح بطولات 2020
 

أحمد الشريفي

#أحمد_الشريفي / #لا_ميديا -

انتهى العام 2019 والعدوان لم ينته، والحصار لم يرفع، ولكنه كان عاما متميزا، لم تعد دول العدوان مزهوة بالتكبر، ولم تعد بعيدة عن مصطلحات الحل السلمي والتعامل بإيجابية مع مبادرات صنعاء، وهي مصطلحات كانت غائبة عنها في الأعوام السابقة. لقد كان عام 2019 العام الذي قصم ظهر العدوان وإن لم يظهر العدو ذلك، ولكن كيف له أن يخفي ما حدث في "بقيق" و"الشيبة" وما أنتجته عملية "نصر من الله"؟! لقد تدحرج من قمة النشوة التي تملكته وبدأ يعلن التعاطي الإيجابي مع كل مبادرات المجلس السياسي، وإن لم يكن عند مستوى التصريحات، فالذي جعله ينحني لما يقوله اليمنيون سيجعله ينفذ ما يريدونه. 
إذا ما توقفنا عند أهم المحطات النضالية التي رافقت العام 2019 لوجدنا أن الخط السياسي والعسكري الذي انتهجته صنعاء خلال هذا العام تميز بالعقل الإيماني الثاقب والمرتكز على البصيرة والحدس والمستشرف للغد. لقد اعتمد الخط السياسي على إغلاق جميع منافذ العدوان السياسية ومحاصرته، والتمكين من التحكم بالميدان السياسي بعد أن كان الطرف الآخر متصدرا للمشهد السياسي مسنودا ومتكئاً على وهم الشرعية والاعتراف الدولي الممنوح من أميركا ودول العدوان لتنفيذ مخططات وأجندات مشبوهة. هذا الإسناد يذوب تدريجيا بفعل العقل اليمني المقاوم والمحصن بالكرامة حتى أصبح بعيدا عن الفاعلية، وبدأ العالم يتعاطى مع المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ كضرورة فرضها الواقع، ولهذا فالبعد السياسي نجح من خلال طُعم المبادرة المقدمة من المجلس السياسي والتعامل بذكاء وحرفية مع مخرجات مشاورات ستوكهولم بالتزامن مع تفعيل لجنة المصالحة الوطنية واستقطاب المغرر بهم، ولذلك حصدت صنعاء نهاية العام النصر السياسي ومفاعيل اللعبة وخيوطها في حوزتها، في الوقت الذي أظهرت للعالم أن الكرة في ملعب العدوان ومرتزقته المحشورين في زاوية تم تصميمها من قبل القوى الوطنية بعناية فائقة، ومكوث الطرف الآخر فيها يجمد تحركه وخروجه منها يلقي به في مهب المجهول.
أما عسكريا فقد كانت صنعاء خلال العام 2019 الأقوى والأذكى والأدهى، حيث كانت هي التي تبادر بالهجوم، وهي التي تحدد بنك الأهداف، وهي التي تفرض على العدو قواعد الاشتباك وتسلبه أي تفوق تكنولوجي أو تسليح عسكري. ولقد وضعت صنعاء النقاط على الحروف ودشنت أولى مراحل الخيارات الموجعة، والتي كان أهمها قصف أرامكو والقضاء على نصف إنتاج المملكة من النفط ولزمن غير معلوم. لعبت القوة الجوية، صواريخ وطيراناً مسيراً، الدور الأبرز في خلق وحضور توازن الرعب، وأوحت للجميع بأن القادم مليء بالمفاجآت. أما أبطال الجيش واللجان الشعبية، رجال المواجهات وأسود النزال، فقد نفذوا عملية "نصر من الله" ليكملوا تدمير ما تبقى من معنويات لدى العدوان، فقصف أرامكو وعملية "نصر من الله" كان لهما الدور الفاعل في نوايا الإمارات الانسحاب من اليمن، كما كان لهما دور في إخراج مجموعة من الأسرى الذين تم اختطافهم من قبل المرتزقة وتسليمهم للرياض، بالإضافة إلى التوجه صوب عُمان وباكستان للتوسط وإغلاق ملف اليمن. ولأن هناك عوامل كثيرة تسببت في بطء قرار النزول من الشجرة لدى دول العدوان، منها عدم امتلاكهم للقرار، والغرور الذي جبلوا عليه، إلا أن افتتاح العام 2020 وتدشينه من قبل "بدر 1" يعطي إشارات قوية بأنه سيكون عام النصر، وسيرغم العدوان على الإسراع في إنهاء العدوان، والمفاجآت في هذا العام ستكون أكبر وأثرها أعمق، وبالتالي ربما تتجاوز دول العدوان وتصل إلى رأس الأفعى "إسرائيل"، وبالتالي ستنطلق أولى شرارات النضال ضد الاحتلال الصهيوني من اليمن العظيم والكبير.

أترك تعليقاً

التعليقات