ذو الفقار يوسف

#ذو_الفقار_يوسف  / #لا_ميديا -

‏الطبيعي أن يغضب الشارع الواقع تحت الاحتلال ويثور بالأقل في وجه إغراق السوق بالعملة الجديدة المتناسلة من ماكينة التحالف بلا منطق سوى ضرب الرمق الأخير من قيمة عملتنا الوطنية.
هذا الشارع الخانع يدفع وسيدفع كلفة باهظة لخنوعه إن استمر فيه.
المفارقة أن سيل الانتقادات يتدفق على رؤوس المدافعين عن بلدهم وشعبهم في وجه عدوان شامل وعلى شتى الأصعدة.
لا يمكن أن يستقيم منطق النقد الذي يدير أصحابه الظهور للاحتلال والحرب الكونية على بلدنا، ويتسقطون الزلل لأبناء الأرض الغيورين الباذلين الأرواح والأنفس على مذبح الذود عن الوجود اليمني الجمعي.
لقد باع متسقطو الزلل هؤلاء بلدهم وشعبهم وإنسانيتهم بالجملة، ولا يمكن لهم أن يشتروا رضا الشارع بالتجزئة عبر ادعاء الغضب لبؤس وتعاسة الناس والجلبة والصخب الأجوف تحت يافطات مخملية فضفاضة كـ»باقة النت والشبكات الخاصة والبالطوهات أبو هسة»، أو التباكي من تبعات «إجراءات حظر التعامل بالأوراق المالية الجديدة الزائفة» على الناس.
لا يكون النقد هادفاً ونظيف الغاية إلا في خضم المواجهة مع العدوان بذلاً وتقريباً للنفيس والغالي في خنادقها...

 فبذلك فقط يصبح النقد عملاً وطنياً وإسهاماً قيِّماً في تصويب مسار المواجهة لا تخذيلاً ولا تسقطاً للتجاوزات ولا سجالاً خارج معترك الدفاع عن الوطن بالضد للخطوط العريضة الناظمة للصراع على الضفة الوطنية.
إن النوائح الأجيرات لا يندبن حال الشعب المزري بفعل العدوان الكوني طلباً لخلاصه، بل ينقمن عليه عدم الغرق في مستنقع الاستسلام غير المشروط لتحالف شواذ الأصقاع، ويمقتن في جغرافيا السيادة الوطنية ممانعتها الإنسانية النبيلة المكابرة أمام تحالف ترسانات القتل والحصار والتجويع، ورفض إنسانها الركوع لشروط الجلاد وإصراره على المضي بكرامة كاملة على درب الحرية والاستقلال المدروز بالشوك والنصال والمختلج بتحديات لا تخوضها وتحتمل أكلافها إلا الشعوب الجديرة بحياة كريمة وإنسانية سامقة غير منقوصة الشروط.
إن من لا يرى في حال مجتمعات الجغرافيا المحتلة ما يدعوه للنواح من دهس وهوان وإذلال وتقتيل بالجملة وفقدان أمان كلي، بينما يتسقط الزلل في جغرافيا السيادة الوطنية ليجعل منه بنواحه «كبيرة الكبائر»،... هو أشبه بمومس تزاول العهر ليلاً لتستعين بمردوده على نشر الفضيلة نهاراً، وتلك معادلة تنقض أرجاسُ مدخلاتها نظافة مخرجاتها.
ربما كان بوسعنا أن ندير المواجهة على صعيد الحرب الاقتصادية بصورة أمثل مما هو قائم في الراهن، لجهة تلافي وقوع الشارع في دائرة الضرر (اللحظي). لكن عزاءنا في ذلك أننا نستهدف تجنيب شعبنا ضرراً عضالاً دائماً، فكلفة مقاومة الاحتلال ومشروعه الخبيث، مهما بدت باهظة، تبقى أقل بكثير من كلفة الاستسلام للاحتلال وشروطه، كما يخبر الواقع والتاريخ ويقرر سيد الثورة شعبه على الدوام منذ الصرخة الأولى في وجه الوصاية مروراً بالغارة الأولى للعدوان، ووصولاً إلى نصر من الله وفتح قريب ستتكشف ريوعه الوافرة على شعبنا وبلدنا وزناً وكينونة ووجوداً مقتدراً يغير مجرى التاريخ البشري لنقيض نكوصه وهوان البشرية فيه.

أترك تعليقاً

التعليقات