الغرب يندب «ثواره» في إدلب
 

غالب قنديل

غالب قنديل - كاتب لبناني -

يرتفع النحيب والصراخ من واشنطن وعواصم الغرب الأخرى بينما يواصل الجيش العربي السوري عملياته في ريف محافظة إدلب ويحقق تقدما واسعا وقد تقهقرت أمامه عصابات الإرهاب التي تشكل فلول القاعدة عصبها الرئيسي بمسمياتها المتحولة منذ الخطة الأميركية الفرنسية البريطانية الخاصة بتصنيع الأقنعة وبتعميم صور خادعة ومفبركة لإخفاء الهوية الحقيقية لأدوات الحرب على سورية.
كانت السنوات المنقضية من العدوان الاستعماري الصهيوني الرجعي الذي انطلق عام 2011 كفيلة باستهلاك وتمزيق أقنعة كثيرة أفلح المواطن السوري العادي المستهدف في تلمس قماشتها وجوهرها بالمعايشة اليومية لمآثرها في المناطق التي سيطرت عليها عصابات الإرهاب وزمر الذباحين والقتلة واللصوص.
تهاوت كتلة هائلة من الأكاذيب الخادعة والمضللة عن "الثوار"، فتهتك الماكياج الغربي الذي جند لتسويقه مرتزقة المجتمع المدني والمنابر الربيعية اليسارية المتعددة في الداخل والخارج لتمرير السيل الجارف من الروايات المزورة في سبيل تدعيم البيئة الافتراضية المؤسسة على وخم الارتزاق والتجنيد المخابراتي في واجهات سياسية تابعة وعميلة تنقلت بين واشنطن وباريس ولندن واسطنبول والرياض والدوحة وعمان وبيروت وفي رفاهية الفنادق الباذخة.
تقدم العدوان على الأرض وترسخت شبكة الإرهابيين في المناطق والأنحاء السورية بشراكة وثيقة مع منصات إعلامية عالمية وعربية ضخمة جندت لها قدرات بلا حدود وأنفقت على تشغيلها المليارات لترويج الصور المزورة وتوقف كل ذلك وانقلبت المعادلات وتراكم التغيير الهائل في التوازنات بعد تبلور القرار الوطني السوري بالمبادرة وبعدما أدرك الحلفاء الحقيقة فجاهروا بخيار واضح في دعم الدولة الوطنية التي تدافع عن خيار الاستقلال والتحرر وتجاهر برفضها للهيمنة الاستعمارية.
بعد التنسيقيات الافتراضية انتشرت المجالس الشرعية الإخوانية والتكفيرية وبرزت عصابات لصوص ونهب تتقاضى المال من الخارج المعلوم وتنهب أموال البسطاء الذي جهدت دولتهم الوطنية للمحافظة على تقديماتها لشعبها في كل منطقة من سورية باستمرار دعم السلع الأساسية وبتأمين استمرارية صرف رواتب موظفي القطاع العام وضمان وصولها حتى إلى قلب مناطق سيطرة داعش والقاعدة وعصابات الإرهاب العميلة بتنوع مرجعياتها الخارجية العربية والأجنبية، فوفق توجيهات القائد الأسد عملت الدوائر الحكومية بمنطق "الناس أولا" في جميع أنحاء سورية.
منذ عمليات الجيش لتحرير الغوطة وحلب، وبعد إحياء معادلات الردع على الجبهة  ضد العدو الصهيوني، انقشعت الصورة وتبلورت تدريجيا بفضل جهود جبارة بذلها الإعلام الوطني السوري بالشراكة مع مؤسسات الإعلام الصديقة والشريكة في خيار المقاومة والتحرر ورفض الهيمنة. وبفعل التجربة تكشفت معالم النهب واللصوصية والخوات الفالتة وحروب النفوذ بين الفصائل ومشايخ التكفير التي طحنت البشر والحجر وحصلت انقلابات متتالية في القيادات الميدانية ومواقع التحكم بحياة المواطنين السوريين في ظل القهر المنظم والنهب المفتوح نتيجة نزاعات السلطة الهامشية للعصابات المتعيشة على النهب.
يغلب السوريين في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون شوق عارم للتحرر من السلطة الغاشمة والكريهة للعصابات التي لا ترحم. وتتبدى عملية التحرير التي يخوضها الجيش العربي السوري بوابة الرجاء والأمل والطريق لاسترجاع الأمان والتخلص من أهوال سيطرة الإرهابيين واللصوص.
مصدر هذه المشاعر هو قوة النموذج الذي قدمته قوات الجيش العربي السوري وسائر المؤسسات العامة للدولة، حيث رافقت ورش الكهرباء والهاتف والطرق طلائع الوحدات المقاتلة وتحركت آلة إدارية وقانونية لتمكين آلاف المواطنين من تسوية أوضاعهم على عجل وفقا لأحكام مراسيم العفو الرئاسية المتلاحقة.
تقول التجربة العملية إن الدولة الوطنية قادرة على النجاح في تحرير إدلب وإنقاذها من براثن تشكيلات التكفير المتعددة ومن زعران الاحتلال التركي، وهذا هو الأمر الذي يقلق الغرب بقيادة الولايات المتحدة، وهو سر الحملة السياسية الغربية التي تتوعد في سعي يائس لوقف العمليات العسكرية التي حررت حتى الساعة مساحات ضخمة من ادلب، وهي مصرة على النصر الحاسم والنهائي.
غضب الغرب وحميته المزعومة على المدنيين هي في الواقع تعبير عن نكبة خسارته لجيوش المرتزقة الجاري استئصالهم وتحرير الأرض من سيطرتهم، وهي انعكاس لخيبة الهزيمة التي عبرت عن نفسها بتصريحات ومناشدات وبيانات سوف تتلاحق ويشتد الصراخ فيها كلما بلغ الحسم السوري مداه وتقدم في مناطق جديدة، وعبثا يحاولون كبح بواسل الجيش العربي السوري واندفاعهم البطولي لتحرير شعبهم وأرضهم من رجس الأوباش والقتلة والجواسيس ومن حثالات الإجرام البربري.

* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات