فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

العالم الآن يعيش بترقب كبير حالة جنون يعيشها كل من قادة أمريكا وقادة إيران، ولا يدري أحد من الناس في العالم من الذي سيضغط على الزناد هل إيران أو أمريكا، ذلك أن كلاً منها قد عمل وبكل وتيرة عليا على إشاعة أن الغلبة ستكون لها، فإيران قد وضعت كما تقول أهدافا خطيرة على درجة من الحيوية، ستنالها في الوقت المحدد زماناً ومكاناً، بل هيأت إعلامياً الرأي العام والخاص لذلك، وأمريكا على لسان الرئيس المجنون قد حدد 52 هدفاً حيوياً للصواريخ الأمريكية إن أمعنت إيران للنيل منها رداً على مقتل الجنرال سليماني.
ليس المشكل هذا وحسب، وإنما يكمن في أن كلا الطرفين الأمريكي والإيراني قد تسابقا على التمكين لفكرة "الأقوى" لكل منهما، وإن كانت المصداقية للغلبة الأمريكية قد تحققت نسبياً للأمريكي بقتل الجنرال سليماني الذي كان له دور بارز في التصدي لحزب التكفير "داعش وأخواتها"، وهو الحزب الذي يشكل الجناح العسكري للوهابية في المنطقة والعالم.
لقد أذاع هذا المعتوه "ترامب" ما كان سراً أنه لن يتردد في مواصلة دفاعه عن السعودية "البقرة الحلوب" مادامت تدر حليبها "مئات الملايين" للخزينة الأمريكية، وقد علم العالم أن ترامب أكثر من مرة كرر ذلك دون أن تجرؤ السعودية أن تعلق على هذا الخبر، بله أن تكذبه!
لقد هيأ كل من الأمريكيين والإيرانيين الرأي العام العالمي للمسابقة على من سيسدد الضربة الأولى، وقد فعلها ترامب المجنون بقتله سليماني، وردت إيران بضرب قاعدة عين الأسد الأمريكية في الأنبار وقاعدة أخرى في أربيل بالعراق، ولم يسع الإيرانيين ومن في فلكهم أن يسربلوا أكفهم، فلما تزل هذه الأكف على الزناد والأفئدة معاً، وهو موقف الكثيرين من العرب حين كان المرحوم أحمد سعيد يجمع مئات الألوف حول إذاعة "صوت العرب" على صدى المرحوم جمال.
والجواب قبل السؤال بكل توكيد أن دول الخليج كلها دون استثناء قواعد أمريكية، فمن مطارات السعودية في تبوك وغير تبوك، ومن مطارات الكويت والبحرين، كان العراق يصاب بالضرب الذي لم يكن مهاوداً ولا متراخياً من قبل الأمريكيين، بل إن العدوان على العراق استعان بطائرات الخليج، إمعاناً في إذلال ما يسمى مجازاً القومية العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر، بينما مات عبدالناصر من الكمد حين قتله أصحاب "البشوت" و"العقالات".

أترك تعليقاً

التعليقات