ذو الفقار يوسف

ذوالفقار يوسف / #لا_ميديا -

سبيل الله مقرون بسبيل المستضعفين (من الرجال والنساء والولدان..) الذين يسألون الله النصرة بعد أن ضاقت عليهم مسالك الأرض وأعيتهم الحيل في محاولة الخروج من عسف الطغاة، فيخاطب الله فيهم عباده المؤمنين المجاهدين، حاثاً إياهم على القتال في صيغة تساؤل: «وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هذه الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا».
هذا يعني قطعاً أن الغاية من الجهاد في سبيل الله ليست في خلاص المجاهد من دنياه وكراهيته للحياة، بل في تخليص الحياة البشرية من نير الطواغيت وعسفهم، وأبرز مصاديق هذا الجهاد -كما يوضح سيد الثورة صائباً سديداً - هو «مواجهة الهجمة الأمريكية على الأمة...»، وقتال أئمة الكفر الذين تمثل أمريكا بعدوانيتها وطغيانها «التجسيد العصري لهم».
أما أبرز ثمار الاستشهاد في هذا السبيل - إذن - فهو فوز البشرية المستضعفة بحياة  كريمة غير معبدة للطواغيت على الأرض، وفوز الشهداء بحياة أبدية وخلود سرمدي عند ربهم.
الاستشهاد في هذا السبيل المبين هو حياة تصنع حياة وتفضي لحياة في دورة وجود إنساني عميم وفاعل.. وجود نسبي بشري موصول بمطلق الوجود الإلهي من نفخة الاستخلاف على الأرض وتعميرها بالعدل والخير والرحمة والحرية والكرامة عبر مقارعة المستكبرين والطغاة وإعلاء كلمة الله، إلى معراج الخلود في عليين... في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
إن هذا كله يتجلى في قول العلي القدير: «يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون» (الأنفال).
هكذا أفهم الإسلام المحمدي، وأميز بينه وبين الإسلام الوهابي البريطاني الأمريكي الذي أخذ بخطام مفهوم الجهاد والاستخلاف والشهادة والإيمان إلى مسارح نقيضة للتي أرادها الله بها لتصب – بالنتيجة - في صلب ما يريده طواغيت الاستكبار من تعبيد الأمة والبشرية بأسرها لأهوائهم ومصالحهم غير المشروعة، وتجيير طاقات الشعوب المستضعفة وثرواتها كرصيد قوة وتمكين في حساب المستكبرين.
ليس هناك شعوب مستضعفة بالفطرة، وإنما هناك شعوب تخوض الصراع تحت ألوية الاستكبار باعتباره قدراً ومصيراً لا مناص منه، وهي تدفع على مذبح هذا الانحراف أضعاف أضعاف ما تتهيب دَفْعَه على مذبح مقارعة المستكبرين من ضريبة في الأنفس والأموال والثمرات.
إن كُلفة رَفْضَنا ومقاومتنا لتحالف العدوان الأمريكي الكوني - كما يؤكد سيد ثورة - هي بالشواهد والمصاديق أقل بكثير من كلفة الاستسلام له والإذعان لشروطه..
هذا ما تجلى ناصعاً لعيان شعبنا اليمني الشريف من حقائق رشحت عنها سنوات الجهاد الـ5 في وجه أعتى حرب كونية شهدتها الشعوب على مر التاريخ.
وهذا ما تجلى لعيان شعبنا في لبنان والعراق وسوريا خلال عقود وسنوات الجهاد ضد الاحتلال الأمريكي والصهيوني وتنظيماته الاستخباراتية الإجرامية الدولية اللابسة سرابيل الإسلام من «قاعدة وداعش ونصرة» وأنظمة وظيفية وكيلة مستلبة عربية وعبرية.
سلام الله على أرواح شهداء يمننا وشهداء أمتنا العربية والإسلامية وكل أحرار العالم المقارعين لاستكبار وطغيان الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية في كل ساح وميدان وخلف كل متراس.
سلام الله عليك حسين عصرنا وسيرته ومسيرته، وعلى أشتر عصرنا الصماد، وعلى سليماني والمهندس والقنطار ومغنية وأبو حرب الملصي والقوبري أبو قاصف والمؤيد وأبو شهيد الجرادي وأبو عقيل والحمزي وأبو ماجد الحميري، وكل شهدائنا الأبرار في عليين.

أترك تعليقاً

التعليقات