فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

سيسأل الله يوم القيامة الأقلام، ومنها قلمي، لم لم تقولوا الحقيقة للناس أو على الأقل لم تقوموا الانحراف والاعوجاج الذي لحق بالمسيرة القرآنية المتصورة؟
والجواب أن حدثاً كبيراً بحجم الثورة السبتمبرية الثانية لا بد يحتاج فترة من الوقت لترتيب الأفكار أو على الأصح لترتيب الأوليات، فبحجم الانحراف الذي أحدثه مفسد والنظام المقتول يواجه "أنصار الله" صعوبات ومشاق كبيرة، وأكبرها وأخطرها ما يسميه السياسيون الدولة العميقة المتغلغلة في كل مفاصل الدولة، ونعني بذلك الفساد "الحراجي" الشائك والمتشابك والمحوج إلى ألوف من الآليات ـ حقيقة وليس مجازاً ـ لاجتثاث الذي لا يستثني أية مؤسسة من اليمن، فقد كان نظام القاتل المقتول صالح يقوم على المقايضة القابضة كأرضة تنخر في أعماق شجرة مهترئة طال عهد الحياة بها فلا تصلح حتى للرماد ولا للسماد!
دعونا نتفق -خارج التشاؤم- على أنه من المحال أن تسير المسيرة بدون عنوان أو بدون خطوات أو بدون حركة. وبدون مواربة نحن نخشى على صف المسيرة من "الأرضة" العملاقة التي صارت كالفيلة المثارة التي أصبحت في مرأى كل أعمى، فهناك ما يسميهم عامة الشعب اليمني بالمتحوثين الذين حققوا على الواقع مثلاً يمنياً سائراً "زج بحماره مع الخيالة"، فهناك فاسدون ضموا مع صفوف المسيرة ليس لهم من المهارات غير النهب والسرقة والسطو بسلاح "أنصار الله" و"بهرار" الانتساب للجنة الثورية! يا جماعة: أين المسيرة القرآنية وأين الثورة الجديدة من هؤلاء؟ إن الواجب، وأعني واجب المخابرات والهيئات الأمنية الأخرى، الاهتمام بهذه الموضوعات التي هي بعض قنوات العدوان التي تهدف إلى خلخلة المعمار الاجتماعي بغية هدمه، إضافة إلى ما هدمته صواريخ العدوان الأثيم.
لقد قامت دولة "الأعراب" ولما تزل بتنفيذ استراتيجية الهدم الشامل للمجتمع اليمني. وإذا كان الصاروخ يدمر ويقصف البنيان والسكان، ويصور بالصوت والصورة، فإن العدوان الداخلي يهدم العلاقات الأخوية المواطنية، وهو هدم البنية العامة الأكثر خطورة.
لا بد من أن تقوم الجهات ذات العلاقة بوقف "المتهبشين" أعداء الأمة، وتقديمهم للمحاكمة العادلة، فهم المنافقون الحقيقيون.

أترك تعليقاً

التعليقات