عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / #لا_ميديا -

إذا لم يتفق اليوم تحالف القوى المواجهة للعدوان (المؤتمر وأنصار الله) اتفاقاً معلناً، إن كان هناك تحالف حقيقي، على ثوابت الهوية الدينية والوطنية اليمنية، وعلى خياراتها المستقبلية لمواجهة العدوان وتوحيد الجبهة الداخلية وبناء مؤسسات الدولة سياسيا واقتصاديا، فلن تستطيع أن تتفق بعد ذلك، وسوف تفتح الباب كالعادة لخلافات واسعة وعميقة، كخلافات الثاني من ديسمبر، لتدمر وحدتها وتفتح ثغرات واسعة يستغلها العدو ليقضي عليها وعلى صبر وتحدي ثوابت ومواقف جماهيرها المواجهة للعدوان.
إذا لم يتفق تحالف «المؤتمر وأنصار الله» لمواجهة العدوان في إصلاح وضع المحافظات وعلى رأس تلك المحافظات محافظة «إب»، فهذا دليل أكيد أنهم ليسوا متحالفين من الأساس، لأن الإصلاحات التي تعزز مواجهة العدوان ليست مجرد إجراءات على الأرض فقط. وإذا كان حزب المؤتمر مصرا على تحميل أنصار الله مسؤولية تلك الإصلاحات، فيجب على «أنصار الله» أن يسابق إلى تلك الإصلاحات ويصاحبها بإصلاحات فكرية وسياسية أيضا. فالمجتمع الجديد لا يمكن إعادة بنائه بنفس قيادات وأحجار أو أفكار المجتمع القديم، التي لا تريد أن تتحمل المسؤولية، وخاصة أن كل معطيات تلك الإصلاحات الفكرية والسياسية والاقتصادية والإدارية متاحة ومباحة لأنصار الله وعلى حزب المؤتمر هنا أن يدرك جيدا أن الإصلاحات التي تواجه مخططات العدوان، والتي رفع يده ومسؤوليته عنها، أو يماطل بتنفيذها، ويريد تحميل مسؤوليتها لأنصار الله، سوف تكون بالعقاب، وتصفية الحسابات، ونزع الأسلحة الإدارية والاقتصادية والإعلامية والقضائية لأي بوادر ثورة مضادة لتلك الإصلاحات، وهذا جزء لا يتجزأ من الفعل الثوري أصلا، فما بالكم بإصلاحات لمواجهة مخططات دول العدوان؟! وبغير هذا الفهم والإدراك وإعلان اتفاق بين (أنصار الله والمؤتمر) سوف يتعرض أحد الحلفاء للخيانة ولانتكاسات وانتهاكات وهزائم لا حصر لها، نسأل الله ألا يحدث ذلك.

أترك تعليقاً

التعليقات