كورونا.. تجدوا ما يسركم
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

منذ أن وعينا على هذه الدنيا ونحن نسمع عن بركة الحبة السوداء ومنافعها التي لا تحصى، وأنها دواء لكل داء إلا السام، وقيل إن السام هو الموت.
مازالت الحبة السوداء حاضرة في بنت الصحن، وعلى الملوج والذمول والكعك، ومازالت الأمهات يضعن الحبة السوداء في جيوب أبنائهن العرسان، درءاً للعين الحاسدة.
كنت أتساءل: ما دامت الحبة السوداء دواءً لكل داء، فما الجدوى من فتح كليات الطب وإنشاء المستشفيات واختراع الأدوية؟
وحين انتشر المد الإخواني في اليمن تحولت الحبة السوداء إلى تجارة يتم الترويج لها بهذا الحديث والكثير من الحكايات حول هذه الحبة العجيبة السوداء التي صارت تفوق الحبة الزرقاء في مفعولها، وأصبح لها محلات كثيرة تبيعها إلى جانب العسل والخلطات السحرية التي يتم استخدامها من بعد الساعة التاسعة مساءً.
انتشر فيروس كورونا في الصين، فتدفقت المنشورات والتغريدات التي تتشفَّى في الصين بحجة أن الله عاقبهم بهذا الفيروس لأنهم قمعوا المسلمين الأيغور، ولا أدري من الذي أخبرهم أن هذا الفيروس هو انتقام، مع أنه لو تفشى في الشيشان أو في أفغانستان سيقولون إنه ابتلاء.. وإن كان منطقهم صحيحاً فالأحرى أن ينتشر الفيروس في السعودية نكالاً بهم على ما فعلوه في اليمن والعراق وسوريا.
ظهر الزنداني الصغير بوصفته السحرية التي اخترعها لعلاج هذا الفيروس، وأوصى الناس بالثوم والعسل والحبة السوداء، وأشياء من هذا القبيل، فأحسستُ حينها أننا نفهم في الطب والتكنولوجيا أكثر من الصين، وكأن الصينيين لا يفقهون شيئاً!...
وقبل ذلك أفتى الزنداني الصغير في تغريدة له باستعمال العسل البلدي لعلاج البواسير كدهان موضعي، وإدخال قليل منه إلى المستقيم، فردَّ عليه أحدهم في تعليق بأن الناس لم يعودوا يتذكرون طعم العسل، ولو كانوا يمتلكون العسل لأكلوه بدلاً من وضعه في مؤخراتهم لعلاج البواسير.. مع أن مثل هذه الخرافات الزندانية هي التي تتسبب بالبواسير أكثر من أي شيء.
يعتقدون أنهم صوت الله في الأرض، بينما هم ليسوا سوى سوط، وأن كل ما يقولونه كلام صحيح لا يجب انتقاده أو مناقشته.
حكاية الأيغور لا علاقة لها بالمسلمين من غيرهم، فهذه جماعة فوضوية تطالب بالاستقلال، ومن حق حكومة الصين التعامل مع هذه القضية كيفما تشاء، كما هي نفس حكاية مسلمي بورما.. وبدلاً من النعيق عليهم كان الأولى النعيق على الذين يموتون في اليمن كل يوم بالعشرات والمئات بصواريخ بني سعود والكوليرا والجوع.

أترك تعليقاً

التعليقات